الدورة 25 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة: ” قصة نجاح مغربية”
أكدت مديرة ومنتجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم نايلة التازي، أن الدورة ال 25 للمهرجان، المرتقب تنظيمها ما بين 27 و 29 يونيو المقبل بالصويرة، ستشكل بداية لمسار جديد متطلع إلى المستقبل وحامل لمشاريع هيكلية ومستدامة.
وأضافت المديرة، خلال لقاء صحافي نظم مساء أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، خصص لتقديم فقرات هذه الدورة من المهرجان، إن هذه التظاهرة الثقافية والفنية تكتسي “طابعا خاصا”، موضحة أن هذه النسخة الجديدة، “التي تجر وراءها سنوات من الخبرة والتجارب، ستشكل بداية لمسار وفصل جديدين. مسار متطلع إلى المستقبل وحامل لمشاريع هيكلية ومستدامة”.
وتابعت أن النسخة ال 25 من المهرجان ستعرف إطلاق مشروعين جديدين طموحين ومهيكلين، ويتعلق بالبرنامج التكويني المنظم بشراكة مع واحدة من المؤسسات الموسيقية المرموقة بالعالم: كلية بيركلي للموسيقى الذي يوجد مقرها بمدينة بوسطن الأمريكية، والذي سيجري بالصويرة من 24 إلى 28 يونيو القادم، علاوة على كرسي متخصص في ثقافة موسيقى كناوة يحدث بشراكة مع “مركز الدراسات الإفريقية” التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات ببنجرير.
وحسب التازي ، فإن المشروع الأول يندرج في إطار النهج الذي سطرته إدارة المهرجان، منذ سنوات عدة والساعي إلى وضع المملكة في قلب التميز الموسيقي العالمي وتشجيع المواهب المنتمية للقارة الإفريقية، بينما يندرج المشروع الثاني ضمن مبادرات المهرجان المتعددة والهادفة إلى تعميق البحث والمعرفة حول التراث الكناوي وسبل صيانته وضمان انتقاله وتواتره.
وأضافت أن المهرجان يجسد “قصة نجاح مغربية” بعد نيله اكتساب شهرة دولية كبيرة، مشيرة إلى أن هذه التظاهرة الثقافية تندرج في إطار رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في شقها الرامي إلى العمل من أجل مقاربة ديمقراطية وشاملة للولوج إلى الثقافة.
في تفاصيل فقرات هذه الدورة، ستستضيف الصويرة والمعلمين الكناويين، من جديد هذه السنة، فنانين ومثقفين وإعلاميين وعشاق الموسيقى القادمين من مختلف بقاع الأرض، ليبعثوا برسائل الإخاء والتسامح والسلام للعالم بأسره.
وفي هذا السياق، أبرز المدير الفني للمهرجان عبد السلام عليكان، أن هذه الدورة ستكون مزيجا من الموسيقى الإفريقية والغربية، مذكرا أن الجانب الأساسي للمهرجان هو موسيقى كناوة، لكن أيضا القيام بعملية مزج بين أنواع مختلفة، وكذا موسيقى الفنانين والبلدان المشاركة في هذا الحدث الثقافي والفني الكبير.
وتم التأكيد على أن مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة يتميز عن باقي المواعيد الموسيقية العالمية الكبرى بتقديمه لحفلات فنية فريدة واستثنائية في المزج الموسيقي.
وخلال دورته الخامسة والعشرين يقدم المهرجان أربعة مائة (400) فنان، من بينهم أربع وثلاثون (34) معلما كناويا، سيحيون ثلاث وخمسون (53) حفلا موسيقيا، ستة منها في فن المزج.
ومن بين لقاءات المزج هاته، حفل الافتتاح الذي يعد “بانفجار” إيقاعي يجمع بين أنماط موسيقية متعددة من كناوة والباتوكادا البرازيلية والفلامينكو الإسباني والزوالي من الكوت ديفوار، حيث ستعمل جميع هذه الأنماط المختلفة على إبراز نقط التقائها الفني.
كما يعد كل من المعلمين حسن بوصو (من الدار البيضاء) ومولاي الطيب الذهبي (من مراكش) ومجموعة دامبيلي (من الكوت ديفوار)، علاوة على الفنانين نينو دو لوس راييس (من إسبانيا) وإيلي أيي (من البرازيل)، بتقديم عرض احتفالي مبهر .
حفل مزج آخر يكتسي أهمية كبرى ويتعلق الأمر باللقاء الموسيقي الذي سيجمع بين المعلم حميد القصري ومجموعة بوكانطي (من الولايات المتحدة وكندا)، ثم المجموعة الفنية التي أسسها عازف الغيتار ميشال ليك (سناركي بوبي) الذي سبق ورشح في عدة مناسبات لجائزة غرامي، والذي سبق ووصفت صحيفة نيويورك تايمز حفلاته ب”تجربة مثيرة لا تنسى”.
في الإطار نفسه، سيكون للجمهور فرصة ملاقاة عدة فنانين مميزين من بينهم الرابور الفلسطيني المتعدد اللغات سان لوفون (اسمه الحقيقي مروان عبد الحميد)، والثنائي القوي “العيطة مون أمور” المكون من المغنية وداد مجمع والموسيقي التونسي خليل ابي، اللذين يعملان على أداء تراث العيطة الشعبي بطريقة مبتكرة تتلاءم والنفس المعاصر.
كما يستمتع الحضور بأداء أحد أقوى الأصوات الصادحة بالفلامينكو.. صوت الفنانة الإسبانية بويكا ذات الأصول الغينية الاستوائية التي سبق ونالت إعجاب الصحافة الدولية لأدائها الفريد.
ومن بين اللحظات الاستثنائية للمهرجان أيضا، الحفل الذي سيحييه الفنان الأسطوري المتخصص في موسيقى الجاز وعازف الترومبيت الأمريكي راندي بيكير الحائز على سبعة جوائز غرامي.
وبالموازاة مع الحفلات الموسيقية، ستبرمج الدورة ال11 لمنتدى حقوق الإنسان لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، الذي ينظم بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، حيث ستنعقد دورة هذه السنة حول موضوع راهني ” المغرب وإسبانيا والبرتغال، تاريخ بمستقبل واعد”.
للإشارة، فالدورات ال10 السابقة لمنتدى حقوق الإنسان عرفت مشاركة أكثر من مائة وخمسين شخصية من عوالم فكرية وسياسية وثقافية مختلفة (انتربولوجيون وفنانون وكتاب ومؤرخون ووزراء وسياسيون وفلاسفة وباحثون ودبلوماسيون…) من خمس وعشرين دولة تنتمي للقارات الأربع (إفريقيا وأمريكا وآسيا وأوروبا).