في الطرق المغربية: تضامن خفي
رغم أن الحرارة الإنسانية وما تحبل به من مبادئ أصبحت منقرضة كالشهامة والوفاء والصدق. ورغم أن الأنانية أصبحت – والعياذ بالله- سيدة الموقف لدرجة أصبح الناس لا يرون أبعد من أرنفات أنوفهم، فالملاحظ رغم ذلك أن الهموم والأزمات المشتركة قد توحد الناس وتجعلهم يتضامنون فيما بينهم متى كانوا في نفس الجرة.
مثال واحد بسيط يمكن أن نستقرئه مما يحدث في الطرق بين السائقين.
فالملاحظ أنه كلما كانت هناك نقطة مراقبة أمنية أو دركية إلا وساد التضامن بين السائقين أصحاب السيارات والشاحنات.
ويتجلى ذلك في نوع من التفاهم والتضامن الخفي، إذ يعمد أصحاب الشاحنات والسيارات إلى تنبيه زملائهم القادمين في الاتجاه المعاكس بأن يطلقوا عليهم إشارات ضوئية مفهومة تنبههم إلى أن نقطة المراقبة في انتظارهم حتى يخففوا من المصاريف، عفوا من سرعتهم ويتخذون الاحتياطات اللازمة.
هذا النوع من التضامن تفرضه الهموم والمشاكل المشتركة للناس، أما التضامن العام فيحكمه مبدإ غامض يقول: ” كلنا في الهم سوا”.
رشيد حكماوي