مجتمع

صورة وتعليق

مما لا شك فيه أن مهنة “الكراب”، التي يعرفها المغاربة عبر السنين، أصبحت اليوم على وشك الانقراض، إن لم تكن قد انقرضت في العديد من مدننا وحتى في غالبية قرانا، سيما ونحن نسارع الزمن من أجل أن نستضيف في ملف مشترك مع الجارتين اسبانيا والبرتغال البطولة الرابعة والعشرين من كأس العالم في كرة القدم.

“الكراب” فيه وفيه. الأول يكد ويشتغل خلال النهار والثاني يقوم الليل والناس نيام في ممارسة نشاطه التجاري الذي هو على بالكم.

كراب النهار هو الشخص المعروف بلباسه المنمق ويحمل قربة من الماء يطوف بها في الساحات والأسواق الأسبوعية لتقديم كوب ماء لإطفاء العطش، مقابل ما تيسر من نقود. وهي ظاهرة تكثر بساحة جامع الفنا بعاصمة النخيل مراكش. إنها مهنة تستقطب كاميرات السياح الأجانب، مادامت في طريقها للانقراض.

الصورة، موضوع هذه العجالة والمحسوبة على أرشيفنا مأخوذة من حيين يقعان على بعد خطوة من شاطئ المحمدية، حيث يبحث الرجل/ الكراب عن إرواء ضمأ “العطشانين”.

“كراب” الليل أو “كراب جهنم” كما يحلو للبعض تسميته، لا يتنقل من محله، ولا يطوف هنا أو هناك، لأن شهرته في أوساط معينة تدفع “العطشانين” أن يغامروا للبحث عنه في ساعات متأخرة من الليل أو خلال مناسبات الأعياد الدينية، التي تزدهر فيها تجارتهم التي يحرمها القانون المغربي.

محمد الفضالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى