نقابة في غيبوبة: حين تتحدث بعد نوم طويل

دابا ماروك

في مشهد يبدو وكأنه مستوحى من فيلم كوميدي، قررت نقابة الاتحاد المغربي للشغل أن “تستيقظ” أخيرًا لتناقش ما تسميه “تحسين الأوضاع المادية والمهنية للموظف الجماعي”. ولإضفاء لمسة درامية، اختارت النقابة أن تنظّم

يومًا دراسيًا لتقديم توصياتها العبقرية، وكأننا في انتظار اكتشاف علمي جديد سيقلب موازين التنمية!

فاتحة على النظام الأساسي… الذي لم يولد بعد
بدأ اللقاء بقراءة الفاتحة، ليس فقط على روح الفقيه الدستوري بنيونس المرزوقي، بل ربما أيضًا على روح النظام الأساسي لموظفي الجماعات الترابية الذي يبدو أنه دفن في الأدراج منذ زمن طويل.

أخذ الكلمة السيد مرشد عبد الصادق، عضو الأمانة الوطنية للنقابة، ليؤكد لنا أن “تحسين أوضاع الموارد البشرية هو المفتاح لتحقيق التنمية”. شكرًا على هذا الكشف التاريخي، لكن هل يمكننا أن نسأل: ماذا كان يحدث في السنوات العشرين الماضية؟ هل كنا بحاجة إلى يوم دراسي لإدراك أن الموظف الجائع لا يمكن أن يقدم خدمة ممتازة؟

أوهام التحفيز وضمان الاستقرار المهني
النقابة، في عرضها المسرحي، تحدثت عن “أنظمة جديدة للتحفيز والتشجيع” وكأنها تخترع العجلة. لكن الحقيقة المؤلمة هي أن موظفي الجماعات الترابية ما زالوا ينتظرون حتى اليوم “الشروط الدنيا للعيش الكريم”، بينما تكتفي النقابة بإطلاق الشعارات الرنانة التي تشبه وعود الحملات الانتخابية.

النقابة التي تتحدث كثيرًا وتفعل قليلًا
كيف لنقابة ظلت صامتة لسنوات، إلا عن بيانات موسمية، أن تقنع الموظفين بأنها جادة هذه المرة؟ يبدو أن هذه الصحوة المتأخرة جاءت فقط لتبرير وجودها، لا لتقديم حلول عملية. لماذا لم تبدأ هذه النقابة منذ زمن بتحركات حقيقية تضمن إخراج النظام الأساسي الذي طال انتظاره؟

على من يضحك الزعيم؟
الزعيم النقابي موخاريق، الذي يتحدث وكأن الإصلاحات قادمة غدًا، يعرف جيدًا أن هذا “اليوم الدراسي” لن يُثمر شيئًا. فهو مجرد فرصة أخرى لالتقاط الصور، وتكرار الجمل الإنشائية، والظهور بمظهر “المناضل” الذي يتحدث باسم الشغيلة، بينما الواقع مختلف تمامًا.

ختامًا: التنمية تحتاج أكثر من الفاتحة
ما يحتاجه موظفو الجماعات الترابية ليس يومًا دراسيًا ولا خطبًا مملة، بل إرادة حقيقية لتغيير واقعهم. وحتى يحدث ذلك، ستبقى النقابة مجرد ديكور في مسرحية طويلة، تنتهي دائمًا بنفس العبارة: “سنواصل الترافع من أجل حقوقكم”. لكن السؤال الحقيقي: متى نرى نتائج هذا الترافع؟