“تقاطعات إبداعية” تجمع الإبداع والعمل التطوعي في مراكش
مراكش: رشيد سبابو
في أمسية مميزة احتضنتها مدينة مراكش، عاصمة النخيل وسحر الأدب، أقامت جمعية “كتّاب مغاربة” بالتعاون مع جمعية “كشّافة المغرب – فرع جيليز”، حفل إطلاق مشروعها الأدبي الطموح “تقاطعات إبداعية”. الحدث الذي جرى يوم السبت 23 نوفمبر بمركز النجوم في ساحة جامع الفنا، شهد حضورًا لافتًا لمجموعة من المبدعين الشباب الذين اجتمعوا لتعزيز مكانة الأدب المغربي وتشجيع روح التعاون والتطوع في سبيل دعم الثقافة والمجتمع.
مشروع أدبي ذو بعد إنساني
“تقاطعات إبداعية” هو كتاب جماعي يضم عشرة كتاب شباب مغاربة من مختلف الخلفيات والتجارب الإبداعية. يمثل هذا المؤلَّف ثمرة تعاون فريد بين أقلام شابة تطمح لتعزيز المشهد الأدبي المغربي وتعكس غنى الثقافة المحلية. إلا أن المشروع يتجاوز كونه مجرد كتاب أدبي، فهو يحمل رسالة إنسانية نبيلة تهدف إلى تحسين ظروف التعليم في المناطق النائية، حيث تم تخصيص جميع عائداته لدعم قافلة خاصة تُعنى بإعادة تأهيل المكتبات وقاعات الدراسة، مع التركيز على المناطق المتضررة مثل منطقة الحوز التي تعاني نقصًا حادًا في الموارد التعليمية.
إطلاق رسمي واستقبال إيجابي
تم إطلاق الكتاب رسميًا في المكتبات يوم 16 نوفمبر، ليحظى بإشادة واسعة من قبل القراء والنقاد على حد سواء. يُبرز الكتاب قوة الكلمة وقدرتها على خلق التغيير الإيجابي في المجتمع، ويعكس التزام الكتّاب الشباب بقضايا وطنهم، من خلال المزج بين الإبداع الأدبي والوعي الاجتماعي.
رسالة أمل وأفق جديد للأدب المغربي
يُعد مشروع “تقاطعات إبداعية” نموذجًا يحتذى به في تشجيع المبادرات الشبابية التي تربط الأدب بالعمل الاجتماعي. فالمؤلف لا يهدف فقط إلى تقديم نصوص إبداعية، بل يحمل أيضًا رسالة واضحة حول أهمية التضامن المجتمعي والمشاركة في بناء مستقبل أفضل، خاصة في المناطق النائية التي تُعاني من التهميش.
الحفل شهد تفاعلًا حيويًا بين الحاضرين من محبي الأدب والمثقفين، حيث أتيحت الفرصة للكتّاب الشباب لتقديم مقتطفات من أعمالهم، مما أثار إعجاب الجمهور وأبرز تنوع المواضيع والأساليب الأدبية التي يتناولها الكتاب. كما أثنى الحضور على فكرة المشروع، معتبرين أنه خطوة نوعية تُعيد للأدب دوره الحيوي في خدمة المجتمع.
الطموحات المستقبلية
يتطلع فريق المشروع إلى توسيع نطاق هذه المبادرة لتشمل مناطق أخرى في المملكة، وإقامة المزيد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تساهم في تعزيز الوعي الثقافي وتشجيع روح العطاء. كما يأمل المشاركون أن يشكل هذا العمل بداية لسلسلة من المشاريع التي تدمج بين الإبداع الأدبي والمسؤولية المجتمعية.
“تقاطعات إبداعية” ليس مجرد كتاب، بل دعوة صريحة لتجديد العلاقة بين الأدب والعمل الإنساني. إنه نموذج يحتفي بالطاقات الشابة، ويؤكد على أن الأدب قادر على إحداث فرق حقيقي في حياة الناس، خاصة أولئك الذين يعيشون في زوايا النسيان.