عقدة هشام أيت منة: رئاسة بلا انتصار أمام الرجاء!
دابا ماروك
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية تداول فيديو لرئيس نادي الوداد البيضاوي، هشام أيت منة، وهو في حالة غضب عارم أشبه بانفجار بركاني، يعبر فيه عن خيبة أمله من التعادل الإيجابي (1-1) في مباراة الديربي التي جمعت الوداد بالرجاء العالمي.
المشهد بدا وكأن هشام كان ينتظر المعجزة، ولكن الكرة المستديرة كعادتها لا تعرف المجاملات، لترسم على وجهه ملامح خيبة أمل مألوفة عليه في سجله الرياضي، سواء كرئيس لشباب المحمدية سابقاً أو كـ”قائد” جديد للوداد.
تعود قصة هشام مع “عقدة الفوز” إلى أيامه مع شباب المحمدية، حيث ظل الفريق تحت قيادته يشق طريقه في الدوري وكأنه يُصارع لعنة تاريخية. والآن، يبدو أن لعنة جديدة قد حطت رحالها في لعب العربي الزاولي. عندما كان الرجاء متقدماً بهدف لصفر، بدا أن هشام يعيش كابوساً مُعاداً، ومع هدف التعادل، لم يكن كافياً لتخفيف هذا الكابوس، بل زاده مرارة، كمن قدم له ماءً ليكتشف أنه مالح!
يُقال إن هشام أيت منة صرّح بعد المباراة قائلاً: “لا يهمني عدد الرئاسات، المهم أن أجد فوزاً واحداً!”، ولعل هذا الاعتراف هو الأكثر صدقاً في حياته المهنية.
في النهاية، يبدو أن الحل الوحيد لعقدة هشام يكمن في تغيير هوايته من كرة القدم إلى لعبة أقل توتراً، كالشطرنج مثلاً. فهناك على الأقل يمكنه تحقيق تعادل بشرف دون أن تهتز شباكه، أو ربما يحاول يوماً ما دخول موسوعة غينيس كأكثر رئيس نادٍ يحقق تعادلات درامية!
هشام أيت منة و”الإحساس الغريب” تجاه القلعة الخضراء
هشام أيت منة، الرئيس الذي يبدو أنه يحمل في قلبه خريطة مشاعر معقدة تجاه الرجاء البيضاوي، أو كما يحلو لمحبيها تسميتها “القلعة الخضراء”. ليس من الواضح تمامًا ما إذا كانت هذه المشاعر تندرج تحت بند الإعجاب السري أم الغيرة العلنية، لكنها بالتأكيد مشاعر “غريبة”.
في كل مواجهة بين فريق هشام، سواء كان شباب المحمدية سابقًا أو الوداد حاليًا، والرجاء العالمي، يظهر على وجهه مزيج من التوتر والتحدي وكأنه يخوض معركة وجودية أكثر من كونها مباراة كرة قدم. هذا “الإحساس الغريب” الذي يكنه هشام للرجاء بات مادة دسمة للنقاشات الساخرة، حيث يرى البعض أنه يريد الانتصار على الرجاء بأي ثمن، ليس فقط لأجل النقاط، بل لتجاوز حاجز نفسي يبدو أنه صار جزءًا من حياته المهنية.
تفسير هذا الشعور قد يكمن في أن الرجاء يمثل بالنسبة له نموذجًا يصعب مجاراته، أو ربما لأن كل محاولة لهزيمة النسور الخضراء تنتهي دائمًا إما بخسارة مريرة أو بتعادل “يجرح الكبرياء”. البعض يلمح إلى أن هشام يتعامل مع الرجاء كأنه امتحان نهائي في مسيرته الكروية، لكنه حتى الآن لم ينجح في اجتيازه.
الغريب أن هذا “الإحساس الغريب” يمتد إلى الجماهير، حيث لا يمكن لعشاق الرجاء أن ينسوا كيف يتحول هشام أيت منة إلى أكثر الرؤساء انفعالًا في كل لقاء يجمعه بناديهم، وكأنه يعلن أن مباراة الرجاء بالنسبة له هي بطولة خاصة تستحق أن يُحفر اسم الفائز بها على حجر!
ربما لو خصص هشام وقتًا أقل للغضب وأكثر للتخطيط الهادئ، لأصبحت علاقته بالقلعة الخضراء أقل غرابة وأكثر تنافسية. ولكن، حتى ذلك الحين، سيبقى أيت منة رمزًا لـ”الإحساس الغريب” الذي يجعل الديربيات أكثر إثارة وسخرية في آن واحد.