شباب المحمدية: سقوط متسارع أم لعبة في يد القدر؟
دابا ماروك
من الواضح، وبعد مرور 11 جولة من الدوري الاحترافي المغربي، أن فريق شباب المحمدية أصبح على أعتاب مصيرٍ يبدو واضحًا إلى حد ما: الهبوط إلى الدرجة الثانية. وهذا ليس مجرد حديث من متابعين متشائمين، بل واقع يتجسد من خلال سلسلة هزائم مريرة وحصص كبيرة تُضاف إلى سجلات الفريق، التي تُشعر جماهيره وكأنها تعيش في حلقة مفرغة من الإحباط.
لكن السؤال المطروح هنا، والذي يتجاوز مجرد الهزائم المتوالية، هو: هل هذا السقوط المتسارع يعكس فعلاً فشلًا رياضيًا مجردًا أم أنه جزء من سيناريو أوسع؟ هل من الممكن أن يكون الأمر مخططًا؟ هل أصبح هناك من يرفع شعار “سقوط شباب المحمدية” ضمن استراتيجية أكبر تهدف إلى تدمير روح هذه المدينة الرياضية العريقة؟
فريق في حاجة إلى إجابة واضحة
إذا نظرنا إلى وضع الفريق، سنجد أن أزمات عديدة لا تقتصر فقط على الجوانب الفنية داخل الملعب، بل تمتد إلى قرارات إدارية غير واضحة وأوضاع مالية قد تكون عائقًا كبيرًا. من الناحية الفنية، بدا وكأن الفريق يفتقد إلى هوية واضحة، ولا يحمل أي من اللاعبين الشبان/ الجدد القدرة على رفع مستوى الفريق أو إيقاف سلسلة الهزائم المستمرة. بينما الإدارة تبدو وكأنها غائبة تمامًا عن هذا الواقع المؤلم. في المقابل، تجد الجمهور المحمدي يبحث عن إجابات ولا يجدها.
لا يمكننا إغفال أن هذه النتائج المخيبة للأمل تثير تساؤلات حول غياب التوجه الاستراتيجي السليم للفريق، سواء على مستوى التعاقدات أو التحضير النفسي. أين هم اللاعبون الذين يمكن أن يكونوا ركيزة لهذا الفريق؟ وأين هو الدعم الكافي من إدارة النادي، التي يراها الكثيرون مشلولة وغير قادرة على إيجاد حلول حقيقية؟
هل هناك من وراء الستار؟
الحديث عن الأزمات المتتالية لفريق شباب المحمدية لا يقتصر فقط على أرض الملعب. ثمة جانب آخر يُثار دائمًا في كل مرة تسقط فيها هذه المؤسسة الرياضية في مستنقع الهزائم، ألا وهو الجوانب السياسية أو “الخفية” التي ربما تسهم في هذه النهاية المأساوية للفريق. أليس غريبًا أن تأتي هذه الهزائم في وقت يتزايد فيه الحديث عن مصالح شخصية وقوى غير مرئية قد تكون تمارس ضغوطًا أو تحاول تصفية حسابات ما؟
إن السقوط المتسارع لفريق بهذا الحجم يُطرح تساؤلًا حقيقيًا: هل هناك من يحاول إضعاف الفريق عن عمد؟ أم أن هذه الهزائم المتوالية هي مجرد نتاج سوء الإدارة وغياب التخطيط؟
في كل الأحوال، يبدو أن الوضع يتطلب تدخلًا سريعًا، قد يكون من خلال قرار حاسم قد يعيد للفريق مساره الصحيح ويمنحه الفرصة للعودة إلى المكانة التي يستحقها، أو ربما يتطلب الأمر تبني حلول أكثر جذرية قد تشمل تغييرات شاملة في الهيكلة الإدارية والفنية.
فهل يُحسّن شباب المحمدية وضعه في قادم الدورات؟ أم أن المدينة العريقة ستعيش لحظات مريرة من الهبوط إلى القسم الثاني؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة، ولكن المؤكد أن جماهير الفريق تراقب وتنتظر بصبر أن يجد ناديها طريقًا للعودة إلى الواجهة.