سياسة

عندما يصرخ أمين عام حزب الاستقلال: “خونة الوطن!”

دابا ماروك

في مشهد يذكرنا بأفلام الأكشن السياسية، خرج نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، بتصريح ناري أشبه بتصريحات الأبطال الخارقين. حيث وصف السماسرة والمضاربين، الذين يستغلون الظرفية الحالية لرفع أسعار بعض المنتجات الاستهلاكية، بـ”خونة الوطن”. يا له من تعبير قوي يستدعي أسطورة وفاء الجنود!

خلال اجتماع أحزاب الأغلبية في مقر حزبه بالرباط، صرخ بركة في وجوه الحضور بحماسة، مستعرضًا الجهود الحكومية لمواجهة غلاء الأسعار، موضحًا كيف أن الحكومة تسعى جاهدًة لدعم بعض المواد الفلاحية في محاولة للتصدي لأساليب الجشع التضخمي. وبدلًا من أن يكون هناك تحية لمجهودات الملك والشعب المغربي في مواجهة الأزمات، جاء الجشع ليدمر هذا النسق الجميل!

بركة لم يتردد في توضيح أنه لا مكان “للسلوكات غير المواطنة” في زمن تقلبات الأسعار، مؤكدًا أن “حرام يكون عندنا” أشخاص يتلاعبون بمقدرات الناس من أجل تحقيق أرباح مفرطة. وهنا يظهر لنا نزار بركة كمحارب بلا حدود في معركة الأسعار، وكأننا نشاهد الحلقة الجديدة من مسلسله الدرامي.

لكن بركة لم يكتفِ بتوجيه اللوم إلى المضاربين، بل انتقل بسلاسة إلى إنجازات المغرب في قضية الصحراء، منتقدًا أيضًا قرار المحكمة الأوروبية ودي مستورا. يبدو أنه يعتقد أن بإمكانه أن يحل كل الأزمات في آن واحد، من المضاربة إلى الدبلوماسية.

في الختام، مع كل هذه الوعود والتهديدات، نتساءل: هل سيتمكن بركة من تحقيق هذه الإنجازات قبل أن تعود الأسعار إلى ما كانت عليه، أم سيظل يصرخ “خونة الوطن” بينما يواصل السماسرة اللعب على حبال الجشع؟ فقط الزمن كفيل بالإجابة عن هذا السؤال الشائك!

بينما يتحدث نزار بركة عن الخونة والمضاربين، يمكننا أن نتأمل في واقع السياسة المغربية، حيث تظهر دوماً شائعات عن وجود بعض الممارسات غير الوطنية داخل الأحزاب نفسها. فالعين يجب أن تبقى مفتوحة على كل الأطراف، وليس فقط على أولئك الذين يُتهمون من الخارج. فالسياسة ليست دائمًا بيضاء وسوداء، وقد يتواجد الجشع في أماكن لا نتوقعها، مما يستدعي منا جميعًا التحلي بالشفافية والمواطنة الحقيقية…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى