مجتمع

الزكام في المغرب: عندما يتحول العطس إلى تحدٍّ جريء في مقاهي المملكة

دابا ماروك

أصبح من الواضح أن هناك مسألة هامة تتعلق بالزكام، المرض الذي قد يعتبروه البعض مجرد نزلة خفيفة، بينما هو في الحقيقة مشكلة قد تسبب إزعاجاً كبيراً. في العديد من الدول التي تحترم مواطنيها، تُمنح الإجازات الطارئة للأشخاص المصابين بهذا المرض، وذلك لعدم نقل العدوى للآخرين. ولكن في الواقع، يبدو أن هناك بعض الأفراد الذين يرفضون قبول فكرة البقاء في المنزل عند الإصابة بالزكام، بل يصرون على تحدي القواعد الاجتماعية والأخلاقية!

لنأخذ على سبيل المثال النادلة في المقهى، التي لا تكتفي بالتعامل مع طلبات الزبائن، بل تصر أيضاً على تقديم القهوة وهي تكاد تسقط من العطس. يبدو أن هناك نوعاً من التحدي الموجه ضد قواعد النظافة الأساسية، وكأنها تقول: “بصحة وعافية، استمتعوا بالقهوة، حتى وإن كانت مملوءة بفيروسات الزكام!”

في ظل هذه الأوضاع، قد نتساءل: هل أصبحنا في عصر حيث يتعين علينا أن نتدرب على كيفية تجنب الأفراد الذين لا يتبعون أبسط قواعد النظافة؟ وهل أصبح التصافح أو التقبيل من قبل شخص مصاب بالزكام هو نوع من التهديد الخفي الذي يتعين علينا التكيف معه؟

في الدول التي تحترم شعوبها، يكون هناك اهتمام كبير بصحة الأفراد، ومن هنا تأتي أهمية منح الإجازات المرضية للأشخاص المصابين بالزكام أو أي مرض معدٍ. ولكن في بعض الأماكن، يبدو أن القواعد الاجتماعية تأخذ منحىً كوميدياً، حيث يتحول العطس إلى طقس يُحتفل به، والتجوال مع الزكام يصبح شجاعة غير عادية!

وبما أن الحديث عن الزكام أصبح أمراً حتمياً، يمكننا أن نتمنى لجميع النادلين والمقدمين للخدمات الصحية وعامة الناس، أن يحترموا قواعد النظافة، ويختاروا البقاء في المنزل عندما يكونون مرضى. وبذلك، نكون قد ساهمنا في جعل العالم مكاناً أكثر صحة وأماناً، حيث لا يتعين علينا أن نكون في حالة تأهب دائم ضد “المفاجآت” المليئة بالفيروسات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى