رياضة

من شباب المحمدية إلى فريق “الجيب السري”: ملحمة صعود وهبوط لن تُنسى!

دابا ماروك

لو كنا بصدد كتابة رواية من أدب العبث، لما أتينا بسيناريو أغرب مما عاشه فريق شباب المحمدية في السنوات الأخيرة. فريقٌ كان يُفترض أن يكون أيقونة للمدينة، تحول بقدرة قادر إلى وسيلة لتحقيق طموحات سياسية واقتصادية لرئيس لم يكن يملك إلا مهارة “الحسابات الدقيقة”. هل نتحدث عن كرة القدم هنا أم عن فيلم درامي مليء بالمفاجآت؟

برلمان الكرة: شباب المحمدية يدخل السياسة

حين قرر رئيس شباب المحمدية الجمع بين الملعب والبرلمان، لم يكن الأمر مجرد طموح فردي. كانت تلك لحظة “التاريخ المثير”، حيث بدت المدينة بأكملها وكأنها رهينة فريقه. الرجل لم يكن يطلق التصريحات عبثًا، ولم يكن يسقط ماله “من النوافذ” كما يقول المثل. لا، كل شيء كان محسوبًا بدقة، واسترداد الأموال كان مضمونًا بطريقة لا نعلم عنها إلا ما تسرّب في حديث المقاهي والشوارع.

بيع اللاعبين: “ضيعة خاصة” أم فريق؟

لا يمكنك أن تتحدث عن رئيس الفريق دون أن تذكر سوق اللاعبين الذي أصبح يشبه سوق المواشي في موسم الحصاد. اللاعبين الأساسيين؟ بيعوا وكأنهم محصول جيد، والنتيجة؟ فريق بلا أعمدة، بلا هوية، وكأن الرئيس أراد أن يبعث برسالة خفية إلى المدينة: “خذوا فريقكم الذي جعلتموه رمزًا، ولكن بدون أرجل ولا أجنحة.”

“مامشات في الخلة

بالفعل، تعبير “مامشات في الخلة” أصبح يحمل دلالات بعيدة عن روح الرياضة التنافسية. هذه العبارة تحولت إلى رمز للتوتر الشخصي والعواطف الزائدة التي قد تخلط بين العمل الرياضي والمشاعر الشخصية. عندما يتحول دعم فريق إلى معركة نفسية ضد خصم ما، يصبح الأمر أكثر من مجرد لعبة. الوداد هنا أصبح يمثل أكثر من مجرد فريق، وأصبح ساحة لحرب من نوع خاص في ذهن صاحبنا.

الرياضة يجب أن تكون وسيلة لتوحيد الناس، لا لتفريقهم، والروح الرياضية هي التي يجب أن تسود، حتى في أقوى اللحظات التنافسية. لكن في بعض الأحيان، مع تنامي الحماسة، يتلاشى هذا البعد الرياضي ليحل محله التوتر الشخصي، وكأن الوداد لم يكن فريقًا منافسًا بل كان “نقطة ضعف نفسية” لصاحبنا.

سعيد النصيري: لغز الاعتقال والتعويض

عندما تفجرت قضية سعيد النصيري، بدا وكأن الأرض انشقت وابتلعته فجأة، ليخرج من تحت الأنقاض هشام أيت منا بسرعة البرق. لم يكن الأمر مجرد صدفة، بل أقرب إلى لغز بوليسي لا تزال المدينة بأكملها تحاول فك شيفرته. هل كان النصيري كبش فداء أم أنه مجرد ضحية لنظام لا يرحم؟ لا نعلم، ولكننا نعلم جيدًا أن الرياضة تحولت إلى مشهد سريالي يشبه فيلمًا كتب بيد هاوٍ.

800 مليون وكفالة “الزاكي”

عندما نتحدث عن فترة الستة أشهر التي قضاها في السجن والكفالة التي دفعها والده والتي بلغت 800 مليون سنتيم، لا يسعنا إلا أن نتساءل: كيف استرجعها الرجل لوحده لاحقًا بعد حصوله على البراءة؟ الغريب في الأمر ليس المبلغ فقط، بل في القدرة العجيبة على هذه البراءة وكأن الأمر مجرد خطأ بسيط يمكن تصحيحه.

النتائج اليوم: الفريق في طريقه إلى الجحيم

والآن، ونحن في موسم 2025، يبدو أن الفريق يسير بخطى ثابتة نحو “الأقسام السفلى”، حيث يحتل المرتبة الأولى في قاع الترتيب. كل هذا بفضل إدارة لا ترى في الفريق سوى وسيلة لتحقيق أرباح قصيرة المدى. من يلوم اللاعبين أو الجماهير؟ الكل يعلم أن المشكلة ليست في الملعب بل في المكاتب التي تدير اللعبة.

نهاية السردية: مدينة بلا فريق، وجماهير بلا حلم

شباب المحمدية كان يومًا رمزًا رياضيًا وثقافيًا للمدينة، ولكنه تحول إلى قصة حزينة تروى على لسان الجماهير. صاحبنا استعاد أمواله مضروبة في كم؟ الله أعلم. ولكن المؤكد أن الفريق فقد كل شيء: هويته، جماهيره، وحتى احترامه.

ربما نحتاج إلى تحقيق شفاف يجيب عن كل هذه التساؤلات، ولكن في المغرب، تحقيق الشفافية في مثل هذه القضايا يشبه البحث عن الماء في صحراء قاحلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى