![](https://i0.wp.com/dabamaroc.com/wp-content/uploads/2024/12/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%D9%8A%D8%A9.jpg?fit=1216%2C683&ssl=1)
م-ص
مدينة المحمدية، تلك اللؤلؤة التي كانت يومًا تُغنى في القصائد، باتت اليوم مثالًا حيًا للتأخير والتماطل. ومع مرور الأيام، يبدو أن جماعة المحمدية أصبحت وكأنها تحضر لمسابقة “أطول مدة بدون برنامج عمل”. لكن السؤال الحقيقي هنا: هل تعرف المعارضة أن المادة 70 هي “زر الإنهاء السحري” الذي يمكنه إنهاء هذا الوضع؟
المادة 70: الكرسي لم يعد ثابتًا
“يحق للمجلس الجماعي، بناءً على ملتمس من ثلثي أعضائه، أن يقدم طلبًا إلى وزير الداخلية لإقالة الرئيس إذا تبين له أن الرئيس فشل في تنفيذ برنامج عمل الجماعة أو أن هناك إخلالًا جسيمًا في أداء المهام.”
إن المادة 70 من القانون التنظيمي 113.14 تُعد السلاح القاتل في يد المعارضة. فهي ببساطة تقول: “إذا لم يقم الرئيس بإنجاز برنامج عمل الجماعة، يمكن للمجلس تقديم ملتمس لإقالته”. لكن السؤال الذي يطرحه الشارع المحمدي الآن: هل تجرؤ المعارضة على استخدام هذا السلاح؟ أم أنها تكتفي بالمشاهدة من بعيد؟
الواقع أن هذه المادة أصبحت حديث الساعة بين المهتمين بالشأن المحلي. فهي لا تحتاج إلى الكثير من الفلسفة: الرئيس لم يُنجز برنامج العمل؟ حسنًا، دعونا نقدم طلب الإقالة ونبدأ من جديد. لكن يبدو أن المعارضة في المحمدية فضلت البقاء في “مرحلة التأمل”، وكأنها تنتظر أن ينزل برنامج العمل من السماء!
رئيس الجماعة: بين الضغط والانتظار
رئيس الجماعة يعيش على صفيح ساخن. فمن جهة، الوقت يمر سريعًا دون أي تقدم ملموس في إعداد برنامج عمل الجماعة. ومن جهة أخرى، المادة 70 تُشهر في وجهه كالسيف. ومع ذلك، يبدو أنه يتعامل مع الوضع بمنتهى الهدوء، ربما لأنه يراهن على أن المعارضة لن تتحرك، أو لأنها “لا تعرف كيف تضغط على الزر”.
المعارضة: هل من خطة؟
المعارضة في جماعة المحمدية تبدو وكأنها “مشاهدة صامتة” لأحداث مسلسل طويل. فبدلًا من التحرك واستخدام المادة 70 لإنهاء هذا المسار المتعثر، يبدو أنها تكتفي بتدوين الملاحظات وانتظار الحلقة الأخيرة. هل يعقل أن المعارضة لا تعرف قوة المادة 70؟ أم أن هناك “هدنة غير معلنة” تجعلهم يفضلون البقاء في الظل؟
المواطن: الضحية الأكبر
وسط كل هذا، يبقى المواطن المحمدي هو الضحية الحقيقية. فهو الذي يدفع ثمن التأخير في تنفيذ وخلق المشاريع وتنمية المدينة بالشراكة مع كل المتدخلين. وكل يوم يمر دون برنامج عمل يجعل الأمل يتلاشى تدريجيًا، وكأن المحمدية تُحكم عليها بالبقاء في دائرة الانتظار الأبدي.
هل تتمكن المعارضة من جمع ثلث الأعضاء؟
ورغم أن المادة 70 تعطي للمجلس الجماعي الحق في تقديم ملتمس لإقالة الرئيس، إلا أن السؤال الأبرز في جماعة المحمدية اليوم هو: هل ستتمكن المعارضة من جمع ثلثي الأعضاء اللازمين لتحقيق ذلك؟
المعارضة، رغم أنها قد تكون في موقع قوة، إلا أن تحقيق هذا العدد ليس بالأمر السهل. ففي معظم الأحيان، تكون هناك تحالفات غير معلنة بين بعض الأعضاء، قد تجعل من الصعب الوصول إلى هذا الرقم المطلوب. ثم، هناك الأسئلة التي قد تطرحها المعارضة نفسها: هل هم مستعدون لدفع ثمن الإقالة؟ هل لديهم خطة بديلة لتجنب الفوضى التي قد تلي ذلك؟
وفي حال لم تتمكن المعارضة من جمع الثلثين المطلوبين، فإن الرئيس سيظل في منصبه، ويستمر الوضع كما هو عليه، ويبقى “برنامج العمل” في مرحلة الحلم، بينما يبقى المواطن في حالة انتظار لا تنتهي.