
لارام: عندما تلتقي سماء الإضراب بأرض مشروع قانون الشجب!
دابا ماروك
إذا كنت تتخيل أن حياة الطيارين والمضيفين في الخطوط الملكية المغربية (لارام) هي مجرد رحلة هادئة بين السماء والأرض، فلعلك نسيت أن الطائرات لا تطير فقط، بل أحيانا ترتفع في سماء احتجاجات لا تنتهي! قد تكون الطائرات أكثر هدوءا في مسارها من نقابة الاتحاد المغربي للشغل، التي قررت أن تجعل يومي الأربعاء والخميس تجربة “مُدرَجة” على أجندة الإضراب الوطني. هذه المرة، سينزل الطيارون وأطقم الطائرات إلى ميدان المعركة، ليست للدفاع عن حقوق الركاب، بل للدفاع عن أنفسهم في وجه مشروع قانون الإضراب الجديد.
من المعروف أن الإضراب في المغرب هو أداة للتعبير عن المعاناة والاحتجاج، ولكنه الآن يكتسب أبعادا أكثر تعقيدا. في الماضي، كان مجرد توقف للعمل يعني أن الجميع يفهم أن هناك شيئا ما خطأ. أما اليوم، فتجد نفسك أمام مشهد لا يعرف فيه الركاب إذا كان الإضراب بسبب الطقس، أو بسبب مشروع قانون الإضراب الذي يجعل الطيارين والمضيفين يرفعون شعار “نعم للإضراب… ولكن ليس على حساب مواعيدنا!”.
المؤكد أن مشروع قانون الإضراب الجديد، الذي يُحسب على أنه إحدى محاولات الدولة للحد من النقابات، لم يكن في الحسبان أن لارام ستكون أول من يثبت أن الإضراب ليس مجرد “وضع في الطائرة”، بل هو أيضا “وضع في ساحة المعركة”. فما إن تلقي نظرة على الطائرات المتوقفة في المدرج، حتى تكتشف أن الركاب الذين كانوا ينتظرون الإقلاع، أصبحوا أكثر من مجرد مسافرين في رحلة جوية؛ هم الآن مجرد شهود على صراع بين أصحاب الزي الرسمي والحكومة، كل طرف يحاول رسم خريطة الطريق نحو المستقبل.
وبينما تهدد النقابة بالاستمرار في إغلاق مداخل صالات السفر، تتساءل: هل ستبقى هذه المسارات الجوية هي الخيار الوحيد للعيش المشترك في سماء القانون؟ وإذا كانت طائرات لارام قد توقفت، فما الذي يمنع باقي المؤسسات من أن ترفع شعار “لن نطير حتى تُحَلَّ القضية”؟