التكنولوجيا في حياتنا: من الهاتف الذكي إلى غسيل الصحون الذكي!
دابا ماروك
لطالما حلمنا بأن تجعل التكنولوجيا حياتنا أسهل وأبسط، لكن ما يحدث فعلاً هو أن التكنولوجيا تجعلنا نشعر بأننا في فيلم خيال علمي نعيش فيه بكل براءة… لنفكر سويا في هذه “الاختراعات” التي أصابتنا بالدهشة والضحك في آن واحد!
الفرن والغسالة: صديقان في مهمة إنقاذ ربة المنزل المعاصرة!
في عالم الأجهزة الذكية، تجد ربة المنزل نفسها بين “أمينة سر” تعتمد عليها وبين “عدو متربص” قد يخذلها في أي لحظة. لنبدأ مع بطلنا الأول: الفرن!
الفرن: حارس البيت المتأهب
من اللحظة التي تضغطين فيها على زر التشغيل، يبدأ الفرن في أداء دوره البطولي. لكنه، بكل صراحة، لا يخلو من الدراما. فتارة يقرر أن يتحول إلى بركان، وتارة أخرى يتحول إلى جبل ثلجي، خاصة عندما تنسين تشغيله بعد “أربع ساعات من التتبيل السري”.
لكن، لا تقلقي، فأنت لست وحيدة. الفرن هو ذاك الصديق الذي يشبهه اليوتوب بوصفة “الدجاج المقرمش” التي تتحول فجأة إلى “دجاج محروق ومتشرب للنكهة السوداء”. بالطبع، الفيديو لن يخبرك أن درجة الحرارة المناسبة ليست “اعلى شيء ممكن” كما اقترحت.
الغسالة: الخادمة الذكية ذات الطابع الفلسفي
أما الغسالة، فهي قصة أخرى تمامًا. تدخلين ملابسك بعناية، تفكرين: “آه، سأتفرغ الآن للراحة!”. وبعد دقائق، تبدأ الغسالة بالدوران وكأنها مروحية مستعدة للإقلاع! صوتها يذكرك بأن الحياة مليئة بالتحديات، خصوصًا عندما تُفاجئين بقميصك الأبيض وقد تحول إلى وردي، بفضل جوارب طفلك الملونة التي “اختبأت” عن قصد.
لكن، لنكن واقعيين، الغسالة الذكية ليست دائمًا “ذكية”. أحيانًا تحتاج إلى “إعادة ضبط المصنع” بعد أن تعطيك رموز خطأ وكأنك تحاول فك شيفرة جهاز فضائي.
اليوتوب… المدرب الشخصي الذي يزيد الطين بلة!
ربما المشكلة ليست في الفرن أو الغسالة، بل في اليوتوب. إنه المدرب الذي يشجعك على “الطموح الزائد”. تلك الوصفة الإيطالية المعقدة؟ أو “كيف تغسل ملابسك بطرق مبتكرة”؟ ينتهي بك الأمر مع البيتزا التي أصبحت قرميدًا والغسيل الذي لا يزال في انتظاره “الابتكار”.
أولاً، هل سمعت عن “غسالة الصحون الذكية”؟ نعم، تلك التي تستطيع تحديد متى تكون الصحون متسخة وكيفية غسلها! السؤال الذي يطرح نفسه: هل سنصل في المستقبل إلى غسالة أو فرن “يقرأ أفكارنا” لتعرف في أي يوم نريد طعامًا “ساخنًا” أو “باردًا”؟ فهل سيفكر الفرن في إحضار لنا الفطور أيضًا؟ ربما يمكنها أن تقدم لنا قهوة مع الحليب، بينما تجلس مع زوجتك في الصباح للتنقل بين تطبيقات الهاتف!
ثم ننتقل إلى الهواتف الذكية التي تتابع أدق تفاصيل حياتنا. هل تعلم أن هاتفك الذكي يعرف متى كنت حزينًا؟ نعم، يستطيع أن يخبرك بموعد تقلب مزاجك وتفكيرك في التواصل مع أصدقائك فقط لطلب المساعدة في إيجاد أفضل فيديو لقطط على الإنترنت! وفي النهاية، هل يعقل أن يرسل لك هاتفك رسالة تقول: “مرحبًا، لاحظت أنك تشعر بالملل، هل تريد الذهاب لموقع Netflix؟”.
لكن التحدي الأكبر قد يكون في المساعدين الشخصيين الذكيين. تلك الأجهزة الصوتية الصغيرة التي تستطيع أن تخبرك بكل شيء عن الطقس أو حتى مساعدتك في العثور على تلك المفاتيح المفقودة… في النهاية، ستكتشف أنها لا تساعد في أي شيء، باستثناء إجبارك على طرح أسئلة سخيفة مثل: “كيف أتخلص من الازدحام المروري في شارع 9؟” لتجيب “الطقس اليوم مشمس”. يا للمفاجأة!
وعن النساء تحديدًا، هل لاحظت كيف يمكن للهاتف الذكي أن يكون أكبر عدو للصحون المتسخة؟ فبينما تقف المرأة أمام الحوض، وتفكر في غسل الصحون، يطغى عليها إشعار جديد على الهاتف: “عزيزتي، هل جربت هذا الفيديو المضحك على يوتيوب؟”. وبالطبع، تبدأ الرحلة التي لا نهاية لها بين مقاطع الفيديو، مع إغفال فظيع للصحون المتراكمة في الحوض. في النهاية، هل يمكن لومها؟ بالطبع لا، فالهاتف الذكي يشغل العقل بشكل أفضل من أي عملية منزلية!
في الختام… حين تفوز الأجهزة!
ربما الحل الأفضل هو تقبل الواقع: الفرن والغسالة ليسا مجرد أدوات، بل شركاء يحتاجون منك الصبر… وقراءة دليل الاستخدام مرة أخرى. أما اليوتوب؟ فهو يحتاج إلى إجازة قصيرة، أو على الأقل نصيحة بأن “الأمر ليس بهذه السهولة كما يبدو”.