دابا ماروك
يا سلام! الطبيب عبد الله بوانو، هذا النجم اللامع في سماء السياسة المغربية، قرر أن يطل علينا في جلسة مجلس النواب بتلك الطلة المميزة التي لا تخلو من السخرية والتهكم. فخلال مداخلته في الجلسة العامة، طالب بالكشف عن “حقيقة” استخدام القنب الهندي في البلاد. هل هو فعلاً يُستخدم كما قال القانون، لأغراض طبية وتجميلية؟ أم أن هناك شيء آخر يطبخ في الكواليس يتعلق بالاستعمالات الترفيهية؟ يبدو أن بووانو يعتقد أن هناك أيدٍ خفية تروج لمفهوم جديد وهو “قنب هندى للمرح” قبيل الانتخابات المقبلة! فمن يدري، ربما بعد القنب سيصبح هناك “مكمل غذائي” يُباع في المراكز الانتخابية لتحفيز الناخبين.
لكن انتظروا، فلن ننسى إهداءه لحكومة “البُشرى” على استجابتها لتعديل المجموعة النيابية للعدالة والتنمية فيما يخص الضريبة على دخل المتقاعدين. وفي لحظة من النبل السياسي، بوانو لا يغفل عن طرح قضية أخرى لا تقل أهمية: “حسناً، أزحتم الضريبة عن دخل المتقاعدين، ولكن ماذا عن أولئك الذين ما زالوا يتصارعون مع دخولهم المتدنية؟ هل سيظل الفقر يدق أبوابهم؟” يبدو أنه لا يريد أن يتركهم يعيشون في ظلام بعد هذا التعديل!
وعلى صعيد آخر، قرر بوانو أن يوجه “الشكر” لحكومة العسل على إلغاء رسوم استيراده! نعم، فقد أزالوا تلك الرسوم على العسل، مما يعني أنه أصبح بإمكان النحّالة في هذا الوطن الاستمرار في تربية النحل بحرية تامة! لكن يا بوانو، هل تعلم أن هناك من يُصابون بالدهشة عندما يعلمون أن هذا القرار يتناقض مع سياسات حكومية سابقة كانت تدعم النحّالة؟ يبدو أن الفلاحة والنحّالة أصبحوا يعيشون في دوامة من القرارات المتناقضة التي ربما تدور في حلقة مغلقة تشبه الدورة المفرغة التي قد يتسبب فيها القنب الهندي ذاته.
بكل تأكيد، كانت مداخلته مليئة بالحِكمة والنقد البناء… أو ربما كانت مجرد رسالة مشفرة لفتح نقاش ساخن في الأيام القادمة.