صرخة متقاعد: عقود في خدمة الوطن.. فهل يكون الإقصاء هو الجزاء؟
دابا ماروك
نظمت الشبكة المغربية لهيئات المتقاعدين، الأمس السبت أمام البرلمان في الرباط، وقفة احتجاجية وطنية استثنائية جمعت متقاعدات ومتقاعدين من مختلف جهات المملكة. هؤلاء الأشخاص الذين أمضوا حياتهم في بناء المؤسسات وخدمة الوطن، وجدوا أنفسهم اليوم في مواجهة تجاهل حكومي يصفونه بـ”المستمر” لمطالبهم العادلة.
المطالب في مواجهة الغلاء
أبرز مطالب المحتجين تمحورت حول الرفع من المعاشات، بما يتماشى مع الارتفاع الجنوني لتكاليف المعيشة، وهو مطلب يعتبرونه حقا أكثر من كونه مطلبا ترفيا. المتقاعدون أكدوا أن تجاهل تحسين معاشاتهم يشكل انتهاكا لكرامتهم وحقوقهم الأساسية، خصوصا في ظل أجواء اقتصادية خانقة.
ملف منسي في السياسة الحكومية
عبر المشاركون عن استغرابهم من تهميش ملفهم المطلبي في النقاشات الحكومية حول مشروع قانون المالية لسنة 2025. وأكدوا أن إدماج التعديلات المقترحة من فرق مجلس المستشارين حول المعاشات ليس ترفا، بل ضرورة إنسانية واجتماعية.
شعارات حارقة ورسائل مباشرة
“العمر أفنيناه في خدمة الوطن، والمعاش طعن في الكرامة”، كان هذا أحد الشعارات التي تردد صداها أمام البرلمان، مذكّرة الحكومة بأن المتقاعدين ليسوا أرقاما في ميزانية الدولة، بل عمودا أساسيا في بناء حاضر المغرب ومستقبله. وشارك في الوقفة مختلف الشرائح المتقاعدة، من المدنيين إلى العسكريين، في مشهد يجسد وحدة الفئة أمام الإقصاء.
النداء الأخير؟
رسالة المتقاعدين للحكومة كانت واضحة: إذا استمر هذا التجاهل، فإنهم سيصعّدون من تحركاتهم، وربما يكون هذا الحراك بداية لمسار نضالي طويل يهدف إلى رد الاعتبار لهذه الفئة التي أفنت حياتها في خدمة الوطن، وتطالب فقط بحقها في العيش بكرامة.
هل تسمع الحكومة صوت من بنوا أركان الوطن؟
التساؤل اليوم ليس فقط عن قدرة الحكومة على الاستجابة لمطالب المتقاعدين، بل عن مدى استعدادها لتبني سياسة مالية واجتماعية تُنصف من جعلوا المغرب ما هو عليه اليوم.