مجتمع

وزير يتلاعب بالكلمات: “جبهة الدفاع عن حق الإضراب” وكلامه العذب

دابا ماروك

في يوم الجمعة، قرر يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، أن يعبّر عن إعجابه العميق بـ”جبهة الدفاع عن ممارسة حق الإضراب”، معتبراً أن هذه التسمية هي تجسيد لأسمى معاني “التعبير الحضاري”. ورغم أن الجميع كان ينتظر أن يقول شيئًا ملموسًا، اكتفى بوعود برّاقة عن “قانون سيكون للجميع”، موضحاً أن هذا القانون ليس من بنات أفكاره بل هو حصيلة “نقاش طويل” جمعه مع “أطراف عديدة“.

أثناء مناقشة الميزانية الفرعية لوزارته في لجنة التعليم، أعرب السكوري عن أن أي تقدم في موضوع الإضراب هو جزء من “نضال الفعل النقابي الوطني”. بمعنى آخر، هو يُعتبر تقدماً عظيماً حتى لو لم يظهر له أي أثر في الواقع، و”القانون سيكون للجميع”، أي، النقابيين، الباطرونا، والحكومة، جميعهم سيتقاسمون الكعكة!

وأشاد الوزير بالـ”التمثيليات الاجتماعية” التي لفتت الانتباه إلى مشكل ضعف التمثيلية النقابية. وقال: “أحيانًا، عندما يقرر أحدهم إنشاء مكتب نقابي في القطاع الخاص، يقابل ذلك تعسف من رب العمل”. وبدلاً من أن يواجه هذه المشكلة بشكل جذري، قرر الوزير أن الأولوية هي “قانون الإضراب” بدلاً من تعديل “مدونة الشغل”. ولا شك أن هذه الأولوية تُعدُّ خطوة شجاعة في نظره، رغم أن التعديلات التي لطالما طالها الانتظار قد تكون قد أُرجئت إلى الأبد.

وأكد الوزير على التزام الحكومة بوعودها، قائلاً: “مستعد أن أستقبل النقابات مرة أخرى، فهي شريكة في هذا المشروع”، وعلى ما يبدو، “شركاء” في الحوار المستمر حول “مشروع قانون الإضراب”. كما أكد أن كل ما تحقق من إنجازات جاء بفضل “الحوار الاجتماعي”، الذي تمكن من رفع الحد الأدنى للأجور وتحقيق “تحرك تاريخي” في زيادة “SMAG الفلاحي“.

ورغم كل ما حققته الحكومة، كان الوزير مخلصًا في قوله: “الكمال لله”. فإذا كانت الأمور قد تحسنت قليلاً، فهذا فقط نتيجة للحوار الذي ظل ينادي به طيلة سنوات. لكن، دعونا نواجه الواقع، “الأشياء التي لم تحل لعقود لن تحل في عام أو عامين”، ولهذا يحتاج الجميع إلى الصبر والانتظار، لأن المعجزات لا تحدث بين عشية وضحاها.

في النهاية، أكد السكوري على “حسن النية” في الحوار الاجتماعي، وقال: “لا وجود لسوء نية بين الأطراف”، مشيرًا إلى أن الخلافات الحالية هي مجرد “اختلاف في التقديرات”، وهو ما يعني أننا جميعاً في نفس القارب… ولكن بعضنا قد يطفو على سطح الماء أكثر من البعض الآخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى