مجتمع

إلى رئيس جماعة المحمدية: مطالب ملحة لسكان ديور القراعي

دابا ماروك

توصل موقعنا بعريضة مليئة بتوقيعات سكان ديور القراعي، تحمل في طياتها نداءات ومطالب عدة، تبين حالة من القلق والتذمر المتصاعد بين سكان الحي. هذه العريضة ليست مجرد توقيعات على ورقة، بل هي صرخة استغاثة تنم عن رغبة شديدة في تحسين الوضع الراهن، وضرورة الاستجابة لاحتياجاتهم اليومية التي تمس الحياة الإنسانية الأساسية في الحي.

أولاً، يتساءل السكان عن مصير الحديقة التي كانت في الماضي رمزًا للفرح والحياة. “إعادة البسمة في الخضرة” هو حلم هؤلاء السكان البسطاء الذين يتوقون إلى أن تعود الحديقة إلى مكانها الطبيعي كمنطقة للتنزه والراحة. حديقة كانت تملأ الحي بالحياة، أما الآن فقد أصبحت مجرد مساحة يأس خالية من الجمال الطبيعي، مهملة حتى أصبحت مظلة قاتمة على الحي. لذا، يطالب سكان ديور القراعي جماعة المحمدية بتخصيص فريق متخصص لصيانة الحديقة بشكل دوري، لعلهم يعيدون إليها بعضًا من رونقها الذي سلبه الإهمال.

لكن الحديقة ليست وحدها ما يؤرق سكان الحي، فهناك قضية أخرى لا تقل أهمية وهي حالة الإنارة. “المصابيح التي لا تضيء إلا على نفسها” ليست مجرد عبارة، بل هي مرآة لوضع مأساوي يعكس بوضوح غياب الإنارة الكافية في الحي. المصابيح التي تضاء بشكل خجول، لا تكاد تفي بالغرض في ظل الظلام الحالك الذي يلف المكان والأزقة بعد غروب الشمس. فهل يعقل أن يعيش سكان حي في قلب مدينة، ولكنهم لا يجدون النور في محيطهم؟ إنها ليست مسألة “تجميل”، بل هي مسألة أمان وراحة. يطالب السكان بتعديل وتطوير شبكة الإنارة في الحي لتكون أكثر فاعلية، بحيث توفر الضوء الكافي للمارة والسكان.

أما عن الأمن، فإن المسألة أكثر تعقيدًا. مع قرب افتتاح الدائرة الأمنية الثانية التي ستُفتح قريبًا في قلب الحي، أصبح السؤال الأكبر: هل ستكون هناك الموارد البشرية الكافية لضمان الأمن؟ فمع توسع النفوذ الأمني للدائرة المذكورة ليشمل أيضًا سكان منطقة لسبليت والنواحي، أصبحت الحاجة ملحة لتوفير عدد كافٍ من رجال الأمن، حتى لا يتحول الوضع إلى فوضى غير قابلة للسيطرة. هذا ليس مطلبًا عابرًا، بل هو نداء لتوفير الأمان والطمأنينة للسكان الذين أصبحوا يشعرون بأن الأمن مجرد فكرة بعيدة لا تنعكس على واقعهم اليومي.

إذن، ما هي الحلول التي ينتظرها سكان ديور القراعي؟ ببساطة، إنها مطالب عادلة ومشروعة، تبدأ من صيانة الحديقة ومرورًا بتحسين الإنارة وصولًا إلى تعزيز التواجد الأمني في الحي. هذه الأمور لا تحتاج إلى وعود فارغة، بل إلى خطوات عملية ملموسة. وعلى رئيس جماعة المحمدية أن يتحرك بسرعة، لأن هذه المطالب ليست مجرد رغبات بسيطة، بل هي حقوق يجب أن تُحترم. إن عدم الاستجابة لهذه المطالب سيؤدي إلى مزيد من الإحباط، وتزايد الشعور بالتهميش، الأمر الذي لا يصب في مصلحة أي طرف.

في النهاية، إن كان رئيس جماعة المحمدية يسعى بالفعل إلى تحسين صورة المدينة وتقديم خدمات أفضل لسكانها، فإنه مدعو للاستماع إلى نداءات هؤلاء المواطنين، وتخصيص الموارد اللازمة لتنفيذ ما تم اقتراحه.

ملحوظة: الصورة تقريبية لحديقة الحي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى