أبطال قانون المالية: قصة درامية بلمسة كوميدية
دابا ماروك
في مسرحية عبثية يبدو أن وزراء الحكومة قد قرروا تجريب حظهم في منافسة السيرك، حيث التطبيل والتزمير هما النجمان الرئيسيان. فها هم يقدمون لنا قانون مالية يعتقدون أنه أشبه بمصباح علاء الدين السحري، سيُنسي المواطن الغلاء المعيشي، وسيجعل الإضراب يبدو وكأنه مجرد هواية للطبقة الشغيلة. أما محاولة إعادة الشعب إلى “عهد السخرة”، فهي بلا شك ابتكار اقتصادي جديد يحسدهم عليه خبراء الاقتصاد حول العالم.
جلسة البرلمان: صراع الأبطال والخصوم
في قاعة مجلس النواب، وبينما كانت المعارضة تعتقد أنها تشهد جلسة برلمانية عادية، تحول المشهد إلى عرض استعراضي. وزراء حكومة أخنوش كانوا كالنجوم اللامعة، ليس في الإنجازات، بل في “تفجير الغضب” من انتقادات المعارضة. مصطفى بايتاس، النجم الناطق باسم الحكومة، لم يفوت الفرصة لتوزيع انتقادات لاذعة، واصفاً المعارضة بأنها تعيش أزمة هوية: “قدم هنا وقدم هناك”. رسالة واضحة: قرروا! هل أنتم مع أم ضد؟ لا وقت للمماطلة في جزيرتنا السعيدة.
“طهرانية المعارضة” والفساد: قصة تجارة مربحة
في نوبة من الحكمة، انتقد بايتاس ما أسماه بـ”الطهرانية السياسية”، ملمحاً إلى أن المعارضة تتاجر بملف الفساد كأنه ماركة مسجلة. وأضاف، بأسلوب يشبه إعلاناً تلفزيونياً: “عندنا نقطتين إضافيتين! أين أنتم يا حكومة 2012؟” وكأن الإنجازات تقاس بعدد النقاط مثل مباريات كرة القدم.
تكنولوجيا “التيكتوك” تغزو البرلمان
ولم يخلُ العرض من كوميديا الواقع، حيث عبّر الوزير عن انزعاجه من دخول “التيكتوك” إلى البرلمان، متسائلاً: “هل هذا يليق بالمؤسسة التشريعية؟” وكأن التيكتوك هو أكبر تهديد للديمقراطية وليس الغلاء أو البطالة أو الأزمات الاقتصادية.
دعوة “للتكايس” الوطنية
في النهاية، قدّم الناطق الرسمي نصيحته الذهبية للمعارضة: “تكايسوا على البلاد”. وهو نداء يحمل في طياته فلسفة جديدة في الإدارة السياسية: إذا لم يعجبكم الوضع، فقط “تكايسوا”، وربما ستزول الأزمة من تلقاء نفسها!
الخلاصة: عرض مستمر
مع قانون مالية يبدو وكأنه مقتبس من رواية خيالية، ومع حكومة تبرع في الخطابة أكثر من الفعل، يبدو أن المواطن المغربي أمام فصل جديد من الكوميديا السوداء. فهنيئاً لنا بمشاهدة هذا العرض الحصري الذي لا يحتاج تذكرة، فالمقاعد مجانية ولكنها مليئة بالأشواك.