غياب التواصل الفعّال بين المكتب الوطني للسكك الحديدية والمسافرين
دابا ماروك
يبدو أن المكتب الوطني للسكك الحديدية، الذي ارتبط اسمه باسم محمد ربيع لخليع، أصبح مثار استياء عارم بين المغاربة. هذا الاسم الذي بات مرادفًا للرعب بالنسبة للكثيرين، يجسد مشكلة عميقة في إدارة شؤون النقل السككي في المغرب.
في الفترة الأخيرة، قام المكتب بأشغال تهدف إلى تقوية الخطوط السككية، وهي أعمال تجري بوتيرة متسارعة، ولكنها أفرزت سلسلة من الإشكالات التي أربكت المسافرين وأثرت على جودة الخدمات المقدمة لهم. المثير للدهشة أن المكتب الوطني للسكك الحديدية يبدو وكأنه يتجاهل أهمية التواصل الفعّال مع الجمهور، سواء عبر موقعه الإلكتروني أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يترك المسافرين في مواجهة المجهول.
بدلاً من اتخاذ تدابير استباقية لإبلاغ المسافرين بالأشغال الجارية وأثرها على حركة القطارات، يبدو أن المكتب يعتمد على سياسة الصمت والتجاهل. لم يتم نشر أي بيانات واضحة أو إعلانات منتظمة لتوضيح التغيرات المحتملة في مواعيد القطارات أو لتنبيه المسافرين إلى الإجراءات البديلة.
المسافرون في مواجهة المجهول
هذا الغياب الصارخ للتواصل يؤدي إلى مواقف غير إنسانية، حيث يجد المسافرون أنفسهم على أرصفة المحطات يواجهون تأخيرات غير مبررة أو حتى إلغاء رحلات دون سابق إنذار. كيف يمكن للمكتب الوطني للسكك الحديدية أن يبرر هذا التجاهل لكرامة المسافر؟
من الواضح أن هذه السياسة تزيد من حجم الاستياء الشعبي، خاصة مع تكرار الحوادث التي تجعل المسافرين يتوجهون بشكاوى إلى القضاء. العديد من القضايا المرفوعة ضد المكتب تتعلق بإهمال أو تقصير تسبب في معاناة للمسافرين، بدءًا من التأخيرات الطويلة وصولًا إلى الخسائر المادية والمعنوية التي يتكبدونها.
توصيات لتحسين الوضع
يتطلب الوضع الحالي مراجعة جذرية لسياسة المكتب الوطني للسكك الحديدية في التعامل مع المسافرين. وهنا بعض التوصيات العاجلة:
- تعزيز قنوات التواصل: يجب على المكتب أن يعتمد خطة تواصل شاملة تشمل النشرات الدورية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والقنوات الإعلامية التقليدية، بالإضافة إلى تحديث موقعه الإلكتروني بشكل مستمر.
- شفافية وإبلاغ مسبق: من الضروري تقديم إشعارات مسبقة حول أي أشغال أو تغييرات في جداول القطارات، مع توفير بدائل واضحة للمسافرين.
- التزام باحترام المسافرين: يتعين على المكتب تطوير آلية استجابة سريعة لشكاوى المسافرين وحل مشاكلهم بشكل فوري.
- مراجعة الإدارة الحالية: ربما حان الوقت لتقييم أداء المسؤولين عن هذا القطاع، بما يضمن تقديم خدمة تليق بتطلعات المغاربة.
إن احترام كرامة المسافر ليس رفاهية، بل هو جزء لا يتجزأ من التزام أي مؤسسة تقدم خدمات عامة. فهل يستجيب المكتب الوطني للسكك الحديدية لهذه الدعوات، أم سيستمر في تجاهل أصوات المغاربة؟