المحمدية: حيث النظافة تقام فقط في أربعة أيام من الأسبوع!
دابا ماروك
مدينة المحمدية، تلك اللؤلؤة الضائعة على ساحل جهة الدار البيضاء-سطات، التي تكافح بلا هوادة مع مسألة “النظافة المقرونة بأيام الأسبوع”. وفي الوقت الذي يُسمح لبقية مدن الجهة بالحصول على نظافة دائمة وعلى مدار الأيام السبعة، يبدو أن المحمدية قد حصلت على “إعفاء” خاص: حمام رباعي الأبعاد في أسبوع! نعم، الخميس، الجمعة، السبت والأحد! فقط. ولا عزاء لبقية الأيام التي تقضيها المدينة في التأمل في جمال البحر الملوث وأزقتها التي تنادي للراحة، لكن لا حياة لمن تنادي.
أليس من المضحك أن المحمدية، التي تعد واحدة من مدن هذه الجهة التي تعج بالمدن النظيفة طوال الأسبوع، لا يُسمح لها إلا بـ “مخصصات محدودة” في فنون التنظيف؟ فبينما يعيش أهل المحمدية في فوضى الشواطئ المزدحمة والمتنزهات المهملة التي تخشى أن تلمسها قدم نظيفة، هناك مدن أخرى في نفس الجهة ترفل في رفاهية النظافة كأنها جزء من حياتهم اليومية، لا مواعيد محددة ولا أي تدخل يوقف عملية الاستمتاع بالحياة.
والمثير في الأمر أن هذا “القرار المميز” لم يأت عبثًا. هناك من المسؤولين الذين يعتبرون أن تكرار الحمام والنظافة هو “رفاهية” لا يمكن للمدينة التمتع بها إلا على فترات “منتقاة”، أما بقية الأيام فهي مخصصة للتأمل في الأوساخ كجزء من العيش المريح! ربما “الرفاهية الرابعة” التي نعيشها في المحمدية لا تتعلق بالنظافة، ولكنها مرتبطة بشواطئ البحر التي باتت تعد “وجهة غير مناسبة” للمشي.
ومع ذلك، لا يسعنا إلا أن ننتظر ونترقب أيام الحمام الثلاثة التي نعلم أنها ستكون مليئة بالتوتر: هل سنحظى بفرصة لتطبيق صابوننا البلدي، أم أن “البرنامج الرسمي” سيتخطانا في آخر لحظة؟
وفي الختام، نقول للمسؤولين: كفى من العبث والاستخفاف بمصير مدينة المحمدية وساكنتها! حان الوقت لأن تفتحوا الحمامات التقليدية على مدار الأسبوع، كما هو الحال في باقي مدن الجهة. هذه المدينة لا تجد من يدافع عن حقوقها، وآن الأوان لكي تُعطى فرصة لتعيش في بيئة نظيفة وملائمة، لا أن تظل مجرد “منطقة تجريبية” لتجارب غير مدروسة. ارفعوا يدكم عن نظافة المحمدية، واتركوا أهلها يستمتعون بحياة كريمة تليق بهم.