غداء فاخر بالبرلمان: هل أصبح الطعام البرلماني إنجازًا وطنيًا يستحق التغطية؟!
دابا ماروك
ها قد أتحفتنا إحدى الصحف اليومية، التي ترى في نفسها قمة الصحافة الجادة و”المؤثرة”، بخبر من العيار الثقيل، فتمكنا من معرفة الحدث المصيري الذي شغل الرأي العام المغربي بأسره! نعم، لقد دعا هشام أيت منة، رئيس جماعة المحمدية ووداد الدار البيضاء، والنائب البرلماني المُبجل، رفاقه من الحزب في البرلمان إلى غداء فاخر. أجل، غداء، لا أقل ولا أكثر!
والسؤال المطروح هنا، ما هو الإنجاز الصحفي العظيم الذي جعل كاتب المقال يقرر أن هذا الحدث يستحق مساحة ثمينة في صفحات الجريدة؟ أكان الغداء لذيذًا إلى درجة أن الصحفي لم يستطع أن يضبط نفسه أمام طهي البرلمان الباهر؟ أم ربما نُقل الخبر بإلهام معدته الفارغة في لحظة ضعف أمام الرائحة الزكية للأطباق؟
بالفعل، إذا كان الغداء الفاخر هو معيار الأخبار الهامة، فماذا سنقرأ غدًا؟ افتتاحية عن نوع المشروب الذي اختاره النائب المحترم ليغسل به الأطباق الشهية؟ أم تفاصيل سرية عن عدد الملاعق التي استُخدمت في الهجوم الكاسح على الحلويات؟
نصيحة أخيرة للصحافة “القد الدنيا”: نرجو أن تكون ولائم السياسيين مادة تحقيق صحفي شامل فقط إذا أكل النواب الوعود التي قطعوها على ناخبيهم، لأنها لحد الساعة قد تبدو الوجبة الأهم على الإطلاق!