تبون يحرر فلسطين… بأقدام اللاعبين على أرض الجزائر!
لقد قرر تبون، العارف ببواطن الأمور، أن الحلول السياسية الداخلية قد سئم منها الشعب الجزائري. فبدلاً من معالجة البطالة المستفحلة أو الأوضاع الاقتصادية المتردية، يأتي بالهدية الأجمل: ملعب رياضي للمنتخب الفلسطيني! لأن، كما نعلم جميعًا، كرة القدم هي الحل السحري لكل الأزمات. ربما يعتقد أن الملعب الجديد سيُحسّن الأوضاع الاقتصادية، ويعزز التعليم، ويقضي على الفقر. بل لعله يظن أن الشوارع المليئة بالمشاكل الاجتماعية ستزدهر بمجرد أن يركل أحدهم كرة في ذلك الملعب الذي سيظل فارغًا حتى إشعار آخر.
ويبدو أن تبون قد اكتشف للتو أن الفلسطينيين يعانون من نقص في الملاعب، وبالتالي يحقق لهم هذا الحلم! أما الشعب الجزائري، الذي يئن من الفقر والبطالة، فليس مهمًا إن كانت تلك الملاعب ستظل عبارة عن أسبايرونات فارغة، لأن فلسطين أولاً، والجزائريون… حسنًا، لاحقًا! ربما في مرحلة متقدمة، سنشاهد “خطة تحريرية” جديدة تحت شعار “ملعب لكل عربي”، لعل ذلك يحل كل مشاكلنا.
والحقيقة أن هذه الحركة، مع كل سذاجتها، تضاف إلى سجل القيادة التي لا تعرف أن أفضل هدية للشعب الجزائري لن تكون ملعبًا، بل خطة حقيقية لتوفير فرص العمل، وتحسين مستوى المعيشة، ومكافحة الفساد والاستبداد، ولكن ربما هذا ما قد يشكل “تهديدًا” كبيرًا للأجندات المخبأة التي يعيش بها البعض.
وفي النهاية، قد يجد الشعب الجزائري نفسه في نفس المكان، لكن مع وعد جديد بـ “فلسطين حرة” و “ملعب جديد”، لكن، على ما يبدو، لن يتحقق تحرير الجزائر من الفقر والظلم إلا بعد أن يتمكن الفريق الفلسطيني من لعب مباراته على الملعب الفاخر، المليء بالأحلام الفارغة!