ترامب يعود: هل تنتظر أمريكا والعالم عاصفة جديدة؟
دابا ماروك
فوز دونالد ترامب في الانتخابات لعام 2024 يثير الكثير من الترقب حول التغييرات السياسية والاقتصادية المحتملة في الولايات المتحدة. أحد المحاور الرئيسية المتوقعة هو نهج أكثر صرامة تجاه الهجرة، بما في ذلك توسيع استخدام القوانين لتسريع ترحيل المخالفين. اقتصاديًا، يخطط ترامب لإعادة فرض تعريفات مرتفعة على السلع الأجنبية، بما في ذلك البضائع الصينية، مما قد يؤثر على الأسعار المحلية ويثير الجدل في الأوساط التجارية.
على المستوى الدولي، يمكن أن تتأثر العلاقات الدبلوماسية، خاصة مع قرارات تهدف للحد من تأثير الصين وتقليل الاعتماد الاقتصادي عليه.
على المستوى الأمريكي
ترامب يسعى لإعادة سياسات الهجرة المتشددة، بما في ذلك فرض قيود صارمة على المهاجرين وتوسيع عمليات الترحيل. اقتصاديًا، يعيد التأكيد على سياسة الحماية الاقتصادية عبر فرض تعريفات جديدة على السلع المستوردة، لا سيما من الصين، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار محليًا ويثير تساؤلات حول تأثير هذه السياسات على الطبقة الوسطى.
وهكذا، تعهد ترامب بإجراءات لخفض الضرائب وتعزيز البنية التحتية، لكن المحللين يتوقعون صعوبات في التوافق مع الكونغرس.
على المستوى الدولي
عودة ترامب تعني توجهًا تصادميًا مع خصوم مثل الصين، حيث يريد تطبيق تعريفات صارمة على الواردات الصينية وفرض قيود جديدة على استثمارات الشركات الأمريكية في الصين. من المتوقع أيضًا أن تكون العلاقات مع أوروبا مضطربة بسبب انتقاداته السابقة لحلف الناتو وإصراره على إعادة التوازن في الاتفاقيات التجارية.
على مستوى الشرق الأوسط
توجه ترامب حيال الشرق الأوسط قد يكون انعكاسًا لسياسته السابقة التي دعمت التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، إضافة إلى موقف أكثر عدائية تجاه إيران. قد يعيد فرض العقوبات الصارمة على طهران، وربما يتبنى مقاربة أكثر شدة تجاه وكلائها في المنطقة.
على مستوى قضية العرب
قد يستمر ترامب في سياسة دعم التحالفات الاستراتيجية مع بعض الدول العربية التي تتعاون مع إسرائيل، مع احتمالية توسيع التطبيع. لكن مواقفه من القضية الفلسطينية ستكون موضع قلق، حيث من المرجح أن تبقى التوترات عالية دون خطوات ملموسة لدعم حل الدولتين.
على مستوى قضية الصحراء المغربية
خلال ولايته الأولى، اعترف ترامب بمغربية الصحراء، حيث من المنتظر أن يتمسك بموقفه، مما تظل هذه القضية محورية في الدبلوماسية الأمريكية-المغربية، وهو ما يعزز موقف المغرب إقليمياً.
في الختام، فوز دونالد ترامب يعيد تشكيل المشهد السياسي الأمريكي والدولي، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل السياسات الاقتصادية، والعلاقات الدولية، واستقرار الشرق الأوسط، فضلًا عن القضايا الحساسة مثل الصحراء المغربية. يبقى العالم مترقبًا لما سيحدث في حقبة جديدة محفوفة بالتحديات، حيث يمكن لقراراته أن تفتح أبوابًا نحو الفرص أو تزيد التوترات، ما يجعل المرحلة المقبلة مثيرة وحاسمة للجميع.