مجتمع

طاطا: حينما يصبح المرض ضيفًا غير مرحب به بعد الفيضانات، والحكومة تكتفي بالوعود الكاذبة!

دابا ماروك

بعد الفيضانات التي ضربت إقليم طاطا دون رحمة، انتشر مرض جلدي غريب لم يُعط له الأطباء اسمًا، مما دفع الأطقم الطبية إلى التحرك بحماس مفرط لتعقيم البرك المائية ورش الأدوية كما لو كانوا يحضرون لمهرجان، في محاولة يائسة لوقف انتشار هذا الداء المريب. هذا المرض، الذي تفنن في رسم بثور ضخمة على أجساد المصابين، أثار رعبًا بين السكان، وكأنه يأتي ليُلهيهم عن التعويضات التي طال انتظارها، والتي أصبحت كالأحلام في ليالي الصيف الحارة.

أما السلطات المحلية، فقد دخلت في مسرحية عبثية، تطلب من الحكومة توضيح استراتيجيتها لتعويض المواطنين الذين جرفت السيول بيوتهم وواحاتهم، بينما لم تقدم الحكومة سوى وعود مؤجلة وحكايات عن صندوق التأمين ضد الكوارث، الذي يبدو أنه محجوز لمناسبات أكثر بهجة.

وفي مشهد تراجيدي كوميدي، ظهر مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، ليعلن في ندوة صحافية عقب المجلس الحكومي أن كل المصالح والسلطات “معبأة منذ الساعات الأولى”! “تعبئة شاملة!”، هكذا قال، وكأن ذلك يعني شيئًا أكثر من كلمات فارغة. لكن، بينما تواصل السلطات “تقييم الخسائر” و”إحصاء المتضررين” بهدوء، لا تزال الحكومة صامتة بشأن تقديم أي تعويضات حقيقية لسكان طاطا.

وفي ظل هذا الوضع المأساوي، الفلاحون الذين كانوا يزرعون “الفصة” لسقي نخيلهم لم يجدوا ما يروون به مزروعاتهم سوى دموعهم، بينما البنية التحتية المتهالكة التي دمرتها الفيضانات تقف شاهدة على مأساة متكررة. أما سكان المنازل التي تهدمت، فلا يزالون ينتظرون بصبر مرير الدعم الذي وُعدوا به، منتظرين كلمات مصطفى بايتاس تتحول، بمعجزة ما، إلى أفعال ملموسة.

يا لحالنا! وضع طاطا جد مزري، وكلما ظننا أن الأمور لا يمكن أن تصبح أسوأ، أثبتت لنا الأيام عكس ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى