شباب المحمدية بين الاحترافية وابن الجزار: من يحرك الخيوط في الكواليس؟
دابا ماروك
فريق شباب المحمدية يُعَدّ أحد الفرق التاريخية في المغرب، وله مكانة خاصة في قلوب جماهير المدينة. ومع ذلك، فإن تسيير الفريق ظل محط تساؤلات في الآونة الأخيرة، خاصة بعد التحولات الجذرية التي شهدها في تركيبته البشرية خلال الموسم الماضي.
فيما يتعلق بالشرط الذي تفرضه الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فإن أي فريق محترف يجب أن يتوفر على 14 عقدًا على الأقل مع لاعبيه، لضمان الاحترافية والاستقرار في صفوفه. هذه القاعدة تهدف إلى خلق جو من الاستمرارية وتنظيم العلاقة بين اللاعبين والأندية، بما يعزز مستوى المنافسة ويرفع من قيمة الكرة المغربية على الساحة الوطنية والدولية.
شباب المحمدية: إدارة تحت المجهر
فريق شباب المحمدية، المعروف بكونه يملك قاعدة جماهيرية عريضة وتاريخًا حافلًا، وجد نفسه أمام تحدٍ كبير بعد بيع عدد من لاعبيه الأساسيين الموسم الماضي. وقد أثار ذلك الكثير من الجدل بين أنصاره والمتابعين للشأن الرياضي المحلي، خاصة في ظل توجه الفريق للاعتماد على لاعبين شباب من جيل G5، وهي مجموعة تضم عناصر صاعدة جديدة.
ما أثار الشكوك بشكل أكبر هو الدور الذي يلعبه ابن الجزار الشهير في مدينة المحمدية في إدارة شؤون الفريق، خاصة فيما يتعلق بمفاوضاته مع اللاعبين لتوقيع العقود. يبدو أن هذا الشخص، الذي يعرفه الجميع في المدينة بارتباط والده بمجال “الأعمال” الخاصة، بات جزءًا من المشهد الرياضي، ما خلق انطباعًا بوجود تداخل بين المصالح الشخصية والرياضية، ودفع البعض إلى التساؤل عن حقيقة دور هشام أيت منة في الفريق.
هشام أيت منة: الرجل في الظل؟
هشام أيت منة، الذي كان قد صنع لنفسه اسمًا كبيرًا في الأوساط الرياضية بفضل فريق شباب المحمدية، أصبح الآن محط أنظار وانتقادات واسعة. يُتهم الرجل بإدارة شؤون الفريق في “الظل”، وهو يرأس في نفس الوقت الوداد البيضاوي، مع تركيز علاقته بشكل كبير على، مثل ابن الجزار. هذه العلاقات تفتح باب التأويلات بشأن مدى استقلالية قرارات الفريق، وهل يُدار حقًا بطريقة احترافية أم أن هناك تأثيرات خارجية تتحكم في مصير النادي.
ما وراء الكواليس
الحديث عن علاقة هشام أيت منة بالجزار الشهير يُعيد إلى الواجهة قضية تدخل “اللوبيات” والعلاقات الشخصية في المجال الرياضي. فبدلاً من أن تُسيّر الأندية بشفافية ووفق معايير احترافية بحتة، يظهر أن هناك مصالح متشابكة وعلاقات تخدم أجندات بعينها، مما يُضعف من مصداقية النادي أمام جمهوره.
في الأخير، لا يسعنا إلا أن نتساءل: هل سيستمر هذا الوضع دون تدخّل حازم من الجهات الوصية لتصحيح المسار وضمان احترافية حقيقية لفريق شباب المحمدية، أم أن هذه الشكوك ستظل قائمة وتؤثر على مسيرة النادي؟