آمال سكان آسفي: هل تتحقق التغييرات بعد كردعة الرئيس؟
دابا ماروك
يبدو أن حكاية الرئيس العجيب لجماعة آسفي، نور الدين كموش، لم تنتهِ فصولها بعد، ولكنها بالتأكيد أعطت المدينة عرضًا مسرحيًا لا يُنسى! فبعد سلسلة من “الخرق هنا وهناك” وتراخيص البناء التي أصبحت مثل قصص ألف ليلة وليلة، حيث لا يعرف أحد كيف تبدأ أو تنتهي، جاء قرار المفتشية العامة للإدارة الترابية ليكشف المستور.
نور الدين كموش، بطل آسفي بلا منازع، لم ينتظر طويلًا حتى يختفي عن الأنظار كأي مشعوذ مهني يجيد لعب أوراقه. فقد قرر أن “يكردع” المشهد السياسي بتقديم استقالته سريعًا، وكأنه يقول: “قبل أن تمسكوني، أنا ذاهب بنفسي!” ومع ذلك، لم تفلح الاستقالة في محو السجل الحافل بالتجاوزات، خصوصًا وأن عامل الإقليم كان له رأي آخر بقرار توقيف رسمي، ووضع الملف بيد القضاء الإداري.
لكن هنا يأتي السؤال الأهم: ماذا بعد؟ هل سيجتمع أبناء المدينة لوضع اليد في اليد، أم أننا سننتقل إلى فصل جديد من السلسلة؟ هل سنتابع مزيدًا من حلقات “الزعزعة” أم أن نورًا ما سيضيء قاعات المجلس؟
إن قصة آسفي تستمر كملحمة ساخرة، حيث يتسابق السياسيون لإثبات براعتهم، فيما تنتظر المدينة حلولًا حقيقية لمشاكلها المزمنة. لكن، وكما تقول الحكمة الشعبية: “إن ضحكت أزمانهم، علينا أن نبكي أحيانًا!”
نقول إن بعد عاصفة الأحداث التي عصفت بجماعة آسفي، يترقب السكان بقلق وأمل ما ستسفر عنه المرحلة المقبلة. فهم ينتظرون قيادة جديدة تحمل رؤية واضحة وحلولاً جذرية لمشاكلهم المزمنة، بدءًا من تحسين البنية التحتية المتدهورة إلى توفير خدمات أساسية تستحقها المدينة. يبقى السؤال: هل ستأتي هذه التغييرات المرتقبة بثمار حقيقية تعيد الثقة في المجالس المنتخبة، أم ستستمر الوعود الفارغة التي تُثقل كاهل الساكنة؟
في هذه اللحظات الحاسمة، يأمل الجميع أن تكون “كردعة الرئيس” درسًا يُصحّح المسار ويعيد ترتيب الأولويات لصالح مدينة تستحق الأفضل.