مجلس أزرو… التسيير بلا تسيير، والرئيس في إجازة غير محدودة!
دابا ماروك
ها نحن ذا مع مدينة أزرو، حيث تفتح أعينك لتجد أن الحظ نفسه قد قرر أن يسحب بطانيته ويغادرها منذ زمن طويل. في هذه المدينة، يمكنك أن تستمتع بمشاهدة البنيات التحتية المتآكلة وهي تناضل يوميًا من أجل البقاء، لكن، على الأرجح، هذه المعركة محسومة لصالح الجرافات.
أما عن مجلسنا الجماعي “المبجل”، فهو أشبه بفريق كرة قدم قرر اللاعبون فيه أن يجلسوا على مقاعد الاحتياط ويتركوها للقدر يحدد مصير المدينة. رئيس المجلس؟ لا تبحث عنه؛ فهو خارج التغطية الدائمة، منشغل بالتفكير في فلسفة التسيير من خلال تقنية “الاختفاء الفعّال”.
لديك مشكلة؟ حسنًا، انتظر قليلًا، فقد تصلح نفسها بنفسها، أو لا تصلح على الإطلاق، فهذا ليس من اختصاص المجلس على ما يبدو. مشاريع تنموية؟ لا تضحكني. يبدو أن مدينة أزرو قد اختيرت بعناية لتكون نموذجًا حيًا للشلل الإداري والتسيير العجيب الذي يجعل سكانها يتساءلون بحسرة: متى سنتحرر من هذه المسرحية الهزلية؟
وفي زحمة الأسئلة، هناك سؤال يحرق الألسنة: هل سنرى يومًا مسؤولين حقيقيين، شرفاء، أبناء المدينة، يتقنون العمل الجماعي كما يتقن الناس حبّ الحياة؟ أم سنظل نتفرج على هذا العرض الكوميدي-التراجيدي الذي لا ينتهي؟
واقع الحال يدعو إلى البكاء والضحك معًا، فالمجلس الجماعي لأزرو مثقل بالاختلالات، وكل دورة جديدة أشبه بحلقة مفرغة، حيث الاجتماعات سرية بلا فائدة، والمداولات بلا مضمون. أما الإرادة الحقيقية لحل مشاكل المدينة، فهي مفقودة كما تفقد إبرة في محيط، وربما تكون في إجازة دائمة مع الرئيس.
المفارقة الكبرى؟ الميزانيات المرصودة للمشاريع التنموية تبدو وكأنها تتبخر بطريقة يصعب على العقول استيعابها، تاركة خلفها أسئلة حائرة بلا أجوبة. أما المستفيدون منها، فقد يكونون محظوظين بدرجة استثنائية، لكننا لن نغامر بالخوض في تفاصيل العلاقات أو الروابط، فذلك يتطلب ما لا نملك من الأدلة الملموسة. ولذا، يبقى كل شيء في إطار الغموض الذي يزيد الوضع غرابة، فيما تواصل المدينة انتظار من يعيد الأمور إلى نصابها، دون مزيد من الوعود المتطايرة في الهواء.