تبون: الجزائر تتخطى الصين وأمريكا في الاقتصاد… والطوابير تصبح عملة صعبة!
دابا ماروك
في قاعة الاجتماعات التي لا تعرف إلا الصدق المطلق، وقف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مبتسماً بثقة لا مثيل لها، معلناً بفخر أمام حشد من الصحفيين: “الجزائر ثالث أقوى اقتصاد في العالم!”. لحظة من الصمت الخانق ملأت المكان… ربما لأن الجميع كانوا في حالة من الدهشة غير المسبوقة أو ربما لأنهم كانوا يحاولون تمالك أنفسهم حتى لا ينفجروا من الضحك.
ثالث أقوى اقتصاد؟ نعم! بعد قليل من الحسبة الذهنية الخارقة، اكتشف تبون أن الاقتصاد الجزائري لا يقتصر فقط على النفط والغاز… بل لديه أيضًا كنز آخر: الطوابير الطويلة أمام محطات الوقود، وأكوام الخبز المدعوم، وعدد لا يحصى من الأفكار العبقرية لاستيراد الموز في قوارب الصيد.
ويبدو أن “السر” وراء هذا الإنجاز العظيم ليس إلا اكتشاف أن الاقتصاد الحقيقي لا يُقاس بالناتج المحلي الإجمالي، بل بعدد الاجتماعات الحكومية المثيرة التي تخرج منها قرارات لم تُنفذ منذ قرن.
في خطابه التاريخي، أكد تبون أن الجزائر قد تغلبت على اليابان والصين – طبعاً، باستخدام الأسلحة السرية مثل “عصير الزلابية” و”منتجات الحليب المختفية” التي تظهر وتختفي من الأسواق بشكل لا يمكن تفسيره، كالظواهر الخارقة.
وليس هذا فقط، فقد أضاف تبون بنظرة ثاقبة أن الجزائر “تملك ثاني أقوى اقتصاد في المريخ”، متجاهلاً كل من حاول تذكيره أن المريخ لا يحتوي على سكان أو اقتصاد أصلاً. ربما كانوا يقصدون الاقتصاد “الكوكبي”.
ولكن، كعادة الشعب الجزائري العظيم، فإنه متفائل دائماً رغم كل شيء. في الحقيقة، هم لا يحتاجون إلى إحصائيات أو حقائق. يكفي أن تبون قال ذلك، ليبدأ الجميع في تحضير أنفسهم لمواجهة الفيضانات المتوقعة من المستثمرين الأجانب الذين سينهالون على الجزائر كالمطر (ولو كان المطر يفضل التحليق في سماء باريس بدلاً من الجزائر).
وكما اختتم تبون خطابه بفخر شديد: “نحن نمتلك المستقبل. والأهم… نمتلك القدرة على تصدير التفاؤل حتى لو لم نمتلك التفاح.”