مول المليح باع وراح: الرجاء الرياضي بين أحلام المنافسة وواقع الانتدابات المحدودة!
مصطفى مجدول
بكل صراحة، يمكن القول إن وضع نادي الرجاء الرياضي حالياً يعكس تماماً المقولة الشهيرة “مول المليح باع وراح”. فبينما يزعم المسؤولون في النادي، بكل ثقة زائفة، أنهم سيتنافسون على لقب دوري أبطال إفريقيا هذا الموسم، تبدو الحقيقة أقل تفاؤلاً بكثير.
لنلقِ نظرة سريعة على الانتدابات التي قامت بها الأندية المنافسة على الصعيد القاري، وسنرى الفرق الواضح. الأهلي المصري، على سبيل المثال، يعزز صفوفه بتعاقدات قوية، في حين أن الترجي التونسي يقدم صفقات من المستوى العالي. نادي صن داونز الجنوب إفريقي يُظهر تطوراً ملحوظاً، حيث يتصرف وكأنه منتخب في هيئة فريق. معظم الأندية التي تشارك في دوري أبطال إفريقيا هذا الموسم قد أجرت انتدابات كبيرة، وها هي تتمتع بفرق مكتملة الصفوف.
لكن عندما نعود إلى نادي الرجاء الرياضي، نجد أن الوضع لم يتغير. الفريق يواجه مشاكل دائمة مع اللاعبين، بالإضافة إلى أزمات المنع الدولي والمحلي. ومع اقتراب مسابقة دوري أبطال إفريقيا من الدور التمهيدي الثاني، والذي يُعتبر تأهيلاً إلى مرحلة دوري المجموعات، فإن الرجاء محكوم عليه بالمشاركة بتشكيلة محدودة بسبب المنع الذي ما زال مفروضاً عليه، ما يجعله غير قادر على إشراك اللاعبين المنتدبين الجدد، حتى وإن كانوا قليلين.
الجماهير، رغم مطالبها المتزايدة بانتدابات جديدة، قد تغفل أن الأندية القوية مالياً والتي تحظى بإدارة مستمرة وحكيمة قد سبقت الرجاء في تأمين لاعبين مميزين. “مول المليح باع وراح” ينطبق بشكل كبير على حال النادي، الذي ما زالت جماهيره تعيش في أحلام يصعب تحقيقها في ظل إدارة تعاني بين مطرقة المنع وسندان الانتدابات.
كل عام ونادي الرجاء بألف خير، ونتمنى أن تأتي الأيام القادمة بحلول تخرجه من هذا النفق المظلم.