حركة التنقيلات: مغارة علي بابا بحلة جديدة!
دابا ماروك
خلال الأيام القليلة الماضية، تحولت الجرائد والمواقع الإلكترونية إلى ما يشبه دكانًا لبيع البقالة، حيث تُتحفنا بأخبار التعيينات والتنقيلات التي طالت نساء ورجال السلطة، من باشوات وقياد. وكأننا في حفل توزيع جوائز الأوسكار للسلطة المحلية! كل هذا تحت عنوان “استمرارية السُّنَّة الحَسَنِيَّة” في تحريك القطع الشطرنجية كل أربع سنوات، دون أن نفهم لماذا تتسابق وسائل الإعلام على نشر هذه الأخبار، بينما لا تكلف نفسها عناء نشر أخبار تعيينات رجال التعليم أو الدرك أو غيرهم.
حقًا، إنها لحظة فضول شديدة يتساءل فيها المواطن المغربي: “من هو المسؤول الكبير الجديد على رأس الجهة؟” أمّا أخبار تعيينات رجال السلطة، فهي تُترك لصحافة القرب، تلك التي تفضل الحديث عن كل ما هو قريب، حتى لو كان أقرب من أنفها!
وفي خضم هذه الفوضى الإعلامية، يتساءل الرأي العام الوطني عن إمكانية حدوث “زلزال حقيقي” في صفوف ولاة وعمال المملكة، سيما وأن المواطن المغربي يتعطش لرؤية بعض الوجوه التي نضجت حتى باتت تشبه الفواكه الفاسدة، وحان وقت “قطافها”. وطبعًا، عندما نقول “قطاف”، نحن لا نتحدث عن قطف التفاح في موسم الجني، بل عن تلك الأسماء التي استقرت في مناصبها، وتظن أن العمالة هي مجرد “مغارة علي بابا” حيث يتساوى البيع والشراء مع الشطارة!
لذلك، المطلوب الآن هو تجنيد أولاد الشعب، أولئك الذين لا يشترون المناصب بنقودهم، بل بإيمانهم العميق أن الاستثمار شيء والعمل الجاد شيء آخر تمامًا. نعم، نحن نحتاج لمن يفهم أن ولاية أو عمالة ليست وظيفة لمن يريد تحقيق أحلامه المالية في ليلة وضحاها، بل هي ميدان لخدمة الوطن والشعب… وكما يقول المثل: “من جدّ وجد، ومن زرع حصد، ومن اشترى منصبًا فشل في نهاية المطاف!