هشام أيت منا يقرر تحويل حديقة مولاي الحسن إلى مرآب تحت الأرض: لأن الأشجار تحتاج إلى تعلم فن الاصطفاف!
دابا ماروك
أهلاً وسهلاً بكم في أحدث حلقات “مغامرات مجلس جماعة المحمدية”، حيث البطولات تُكتب بحبر الحفر الأسمنتي والإنجازات تُقاس بعدد الأشجار التي يتم قتلها على عتبة المدخل الرئيسي للمدينة!
نعم، لقد تم التصريح بكل حفاوة واهتمام بأن الجماعة بصدد تنفيذ أروع عملية تجميل للمدينة، والتي تتضمن “إعدام” ساحة مولاي الحسن الشهيرة، والمعروفة بيننا بالاسم المحبب: “بارك المحمدية”. هذه الساحة التي لطالما كانت ملاذًا للناس للهروب من زحمة الحياة، ستتحول بقدرة قادر إى مرآب تحت أرضي! لأن، كما نعلم، الحدائق تُصمم لتكون مواقف للسيارات، أليس كذلك؟
وفي الجانب الآخر، هناك طائفة من الجمعيات البيئية، مثل جمعية زهور للبيئة، ونادي الطلبة الخضر، والمجموعة المستميتة المعروفة بائتلاف جمعيات ساحل المحمدية، وجميعهم منخرطيها يبدو أنهم نسوا أنهم يعيشون في قرن السيارات. هؤلاء المدافعون عن البيئة والشجرة، يعتقدون أنه من الأفضل أن تبقى الحديقة كما هي. حيث يصرون، بجدية تامة، على أن تحويل الحديقة إلى مرآب تحت الأرض سيؤدي إلى تدمير “جزء كبير من ذاكرة المدينة ومنظومتها البيئية”.
نعم، هؤلاء يرون أن الحديقة هي “جوهرة طبيعية وتاريخية” وأن قطع الأشجار المعمرة سيكون بمثابة محاولة لإعادة كتابة التاريخ بأسلوب أقل “أخضر” وأكثر “أسود” من الإسفلت والخرسانة.
في النهاية، يبدو أن رؤية هذه الجمعيات للموضوع هي من نوع “الواقعية البيئية” التي تتمنى بقاء الأشجار بدلاً من استبدالها بمواقف السيارات. على الرغم من أن المجالس التي تعاقبت على التسيير في المحمدية ربما لم تعير اهتماماً كبيراً لهذه النظريات الغريبة حول أهمية المساحات الخضراء، فالأرجح أن هذا المشروع سيستمر، وسنشهد في المستقبل القريب المزيد من مغامرات “المشاريع الصديقة للبيئة” التي تُعنى بالتأكيد بتحويل المدن إلى مجموعة من المرائب الكبيرة التي تخدم فقط ركاب السيارات.