مراهقو القطارات: فنانون يحولون الرحلات إلى مسابقات رمي الحجارة!
دابا ماروك
من بين الفنون الراقية التي أثبتت أن بعض الأطفال في المغرب قد وصلوا إلى مستويات غير مسبوقة من الإبداع، نجد “فن ضرب القطارات بالحجارة”. يبدو أن قسماً من أطفالنا وشبابنا قرروا أن يرفعوا سقف توقعاتنا ويثبتوا لنا أن لديهم موهبة خارقة في تحويل القطارات إلى هدف لرمي الحجارة، بدلاً من الكتابة على دفاترهم في المدرسة.
الأمر يتجاوز كونهم مجرد مراهقين محبطين، فهو يضاهي في خطورته مشاريع الطاقة النووية، حيث ينجح هؤلاء “الفنانون” في تحويل سفر المواطنين إلى مغامرة مليئة بالتوتر والإثارة غير المرغوب فيها. وبالفعل، فإنهم لم يكتفوا بالاستعراض في “معارضهم” الغريبة، بل نجحوا أيضاً في إثارة اهتمام السلطات، التي لم تجد بداً من توقيفهم وحرمانهم من التمتع بمظاهر “الإبداع” في الهواء الطلق.
وفي نهاية المطاف، سيجد الآباء أنفسهم في مواجهة مع المسؤولية، يتابعون أبناءهم المبدعين إلى السجون كنوع من “الفخر” الجديد. ربما سيكون من المفيد توجيههم لكتابة مقالات عن تجاربهم بدلاً من التحف الفنية التي يصنعونها بقطع الحجر.