مجتمع

هذه إشكالية مواقف السيارات وأصحاب “السترات الصفراء” بالدار البيضاء!

رشيد السرغيني
السيارات رابضة على جانب الطريق، على الأرصفة أو حتى متوقفة في طوابير مزدوجة وفي المناطق المحظورة أيضا، حيث يبدو أن سائقي السيارات بالدار البيضاء قد وجدوا حلهم الخاص لمشاكل ركن السيارات.
ومما لاشك فيه أن الطلب يفوق العرض بكثير رغم تضاعف مشاريع بناء مواقف السيارات الجديدة تحت الأرض وحتى في الهواء الطلق خلال السنوات الأخيرة في أكبر مدينة بالمملكة، يسمونها بالمدينة الغول.
إن صعوبة سائقي السيارات في البحث عن مكان مجاني لركن سياراتهم في مدينة مترامية الأطراف مثل الدار البيضاء يعد مستحيلا أحيانا. فغالبًا ما يضطر سكان الدار البيضاء، ومعهم آلاف زوار المدينة كل يوم، إلى ركن سياراتهم بعيدًا جدًا عن مكان عملهم أو حتى وجهتهم المقصودة. ومع ذلك، يقول سائقو السيارات في قرارات أنفسهم، إن المحنة انتهت، وبعد كل شيء، إذا نظرنا إليها فلسفيًا، فإن المشي قليلاً لم يؤذ أحدًا أبدًا. على العكس من ذلك، فالأمر جيد.
إنه أمر مربك أن يدفع سائقو السيارات بالدار البيضاء ثمن كل يوم منذ أن أصبحت الدار البيضاء على ما هي عليها اليوم. مدينة حيث التنقل يعد صعبا للغاية وفي مساحات محدودة.
منذ ما يزيد قليلا عن عشر سنوات، كشف استطلاع أجرته لجنة النقل لجهة الدار البيضاء الكبرى حول هذا الموضوع ، أن متوسط العامل الزمني اللازم للبحث عن مكان محدد في ثماني دقائق، حيث وقوف السيارات على بعد حوالي مائة متر من الوجهة. وهذا يعني أن المشكلة ليست وليدة اليوم. ومع ذلك، لم يكن هناك نقص في المساحة في ذلك الوقت، علماً أن مساحة مواقف السيارات في وسط المدينة ظلت تبلغ 411 هكتاراً.

تكمن الخلاصة في إشكالية مواقف السيارات لا تتلخص من حيث المساحة، بل وقبل كل شيء تتعلق بمسألة تسيير المساحات القائمة. وهو ما يتحمله مسؤولو تدبير الشأن المحلي، من منتخبين ومعهم أفراد السلطة المحلية، ، الذين لا شك أنهم يدركون مدى خطورة هذه المشكلة، ويبدو أنهم لا يزالون عاجزين عن علاجها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى