الفوسفاط وثرواته:
يعد الفوسفاط من أهم الموارد الطبيعية في المغرب، حيث يمتلك البلد حوالي 70% من احتياطات العالم من هذه المادة الحيوية. يتجاوز إنتاج الفوسفاط في المغرب 30 مليون طن سنويًا، مما يجعله أحد أكبر منتجي الفوسفاط في العالم.
- قيمة سوق الفوسفاط العالمي بلغت 78.1 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن تنمو لتصل إلى 176 مليار دولار عام 2040، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 5.7%، نظرًا للزيادة في الطلب على الأسمدة الفوسفاطية بفضل ارتفاع عدد السكان العالمي والزراعة المتزايدة.
القنب الهندي كفرصة اقتصادية:
المغرب بدأ في استغلال القنب الهندي كمورد استراتيجي جديد ومتنوع، حيث تم تصدير ما يقرب من 1,400 كيلوغرام من مسحوق القنب الهندي إلى سويسرا بأسعار تتراوح بين 1400 و1800 يورو للكيلو الواحد. توقعات صندوق الاستثمار الأمريكي “إنسايت بارتنرز” تشير إلى أن سوق القنب الطبي وحده قد يصل إلى 50 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2028.
- وهكذا، أصبح القطاع الصناعي مرتبطا بالقنب الهندي في المغرب. ويتوقع أن يساهم بإيرادات تتراوح بين 4.2 إلى 6.3 مليار درهم سنويًا، مع توقعات بحصة في السوق الأوروبية تتراوح بين 10% و15%.
التحديات والآفاق:
بالرغم من الثروات الكبيرة للفوسفاط وفرص النمو المتوقعة في صناعة القنب الهندي، يواجه المغرب تحديات عديدة. وتشمل هذه التحديات توزيع الثروات غير المتكافئ، والحاجة إلى تعزيز البنية التحتية وتنظيم القطاعات الاقتصادية المختلفة.
- ولتحقيق التنمية المستدامة، يجب على المغرب تنويع اقتصاده وزيادة شمولية النمو، مع التركيز على استدامة استغلال موارده الطبيعية وتعزيز الابتكار في القطاعات الناشئة مثل القنب الهندي.
باختصار، المغرب يمثل نموذجًا ملهمًا للدولة النامية التي تستفيد بشكل كبير من مواردها الطبيعية، مع التزامها بتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الجديد لدعم نمو مستدام وشامل.
الجانب الاجتماعي: تأثير الفوسفاط والقنب الهندي على المجتمع المغربي
توزيع الثروات والمسائل الاجتماعية:
تواجه المغرب تحديات اجتماعية كبيرة نتيجة توزيع غير متكافئ للثروات، حيث يبقى العديد من السكان على هامش الاقتصاد رغم الثروات الطبيعية الكبيرة للبلاد، بما في ذلك الفوسفاط والقنب الهندي.
إذن، يجب على الحكومة العمل على تعزيز شمولية النمو الاقتصادي وتحقيق توزيع أكثر عدالة للثروات من أجل خدمة جميع الطبقات المجتمعية.
الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة:
مع استخدام المغرب للفوسفاط وتوسيع استخدام القنب الهندي، ينبغي على الحكومة أن تضمن استغلال هذه الموارد بشكل مستدام ويحترم البيئة. لذلك يجب تنفيذ ممارسات استخراج وتصنيع صديقة للبيئة والعمل على الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.
تعزيز القطاعات الاجتماعية:
مع تزايد الاستثمارات في قطاع القنب الهندي وصناعة الفوسفاط، يمكن للحكومة دعم كل القطاعات الاجتماعية من خلال تعزيز التعليم والرعاية الصحية وتحسين البنية التحتية في المناطق التي تستفيد من هذه الصناعات، حيث يعد ذلك أساسيًا لتعزيز التنمية المستدامة ورفاهية جميع المواطنين، بدل الزيادة في قنينة الغاز وإرهاق كاهل المواطنين بزيادات في الزيت والسكر وما شاء كبار القوم.