المغرب: أرض العجائب والسخرية التي لا تنضب!
دابا ماروك
إذا كنت تبحث عن بلد تنبض شوارعه بالحياة، ليس فقط بالحركة بل بالمفارقات، فإن المغرب هو وجهتك المثالية. هنا، تجد نفسك في مشهد سريالي حيث الأذان يتداخل مع صوت منبه سيارة يحاول تنبيه بائع متجول يجر عربته المليئة بالبطيخ… في يناير!
ثقافة “ما فهمنا والو”
المغربي خبير عالمي في إدارة التناقضات. فهو قادر على التذمر من غلاء الأسعار بينما يحتسي قهوة إيطالية بـ30 درهمًا في “كافيه” فاخر. في نفس الجلسة، قد يشتكي من نقص فرص العمل، لكنه يستعرض هاتفه الجديد الذي يساوي نصف راتب موظف حكومي.
الزحام في كل مكان إلا العقل
في الشوارع، ترى ازدحام السيارات، الدراجات، الباعة الجائلين، وحتى الحمير، كلهم يشكلون سيمفونية من الفوضى المتناغمة. أما في مكاتب الحكومة، فالزحام من نوع آخر: أكوام من الأوراق، طوابير من المواطنين، وكم هائل من الأعذار التي تبرر غياب المسؤول.
المستقبل؟ “الله يدير الخير”
تحدث مع المغربي عن المستقبل وسترى وجهه يتلون بين التفاؤل المطلق وواقعية “احنا غارقين”. خطط التنمية تُعلن كل سنة، وفي نفس الوقت تجد مشروع طريق قروية متوقفًا لأن “مول الحفّار” ذهب إلى الحج ولم يعد بعد.
الحلول المغربية الفريدة
أحد أجمل ما في المغرب هو القدرة العجيبة على إيجاد حلول “من تحت الدف”. مصعد البناية معطل؟ لا بأس، لدينا “سي السانديك” الذي يؤمن بأن الجيران هم الحل الأمثل عبر تقنية “ادفع ونصلّح غدًا”.
الابتسامة في وجه المصائب
ورغم كل شيء، المغربي مخلوق استثنائي بابتسامته التي لا تفارقه، حتى وهو يشاهد الأخبار التي تُبشره بزيادات جديدة في الأسعار أو مشاريع ستنتهي في “آجال غير محددة”.
في النهاية، المغرب ليس مجرد بلد، إنه كوميديا حية، كتاب مفتوح من المفارقات والسخرية التي تجعلك تضحك بدلًا من أن تبكي. أرض تجمع بين الحلم والكابوس، بين البساطة والتعقيد، وبين الواقع والخيال. فمرحى لنا في هذا السيرك الوطني، حيث الجميع ممثلون في مسرحية ساخرة لا تنتهي!