مجتمع

جماعة الرباط: امتحانات الكفاءة أم امتحانات الكاش؟!

دابا ماروك

في مدينة الأنوار، حيث يُفترض أن تشرق النزاهة مع شمس كل صباح، يبدو أن مجلس جماعة الرباط يفضل العمل تحت ضوء القمر، حيث الأسرار تُهمس والكفاءة تُباع بالمزاد! الجدل المشتعل حول “امتحانات الكفاءة المهنية” أصبح حديث المدينة، بعد أن ألقى المستشار فاروق مهداوي قنبلة من العيار الثقيل، مؤكداً أن النجاح فيها ليس سوى تذكرة سفر مدفوعة مسبقاً… وبالدرهم، طبعاً!

سبعة ملايين سنتيم للترقية… ماذا بعد؟

تخيل معنا: موظف يجلس أمام لجنة الامتحان، مبتسمًا بثقة، لا لأنه درس أو اجتهد، بل لأنه دفع سبعة ملايين سنتيم لضمان نجاحه! نعم، هذا هو ثمن الانتقال من السلم 10 إلى السلم 11. يبدو أن الكفاءة لم تعد تُقاس بالمجهود، بل بعدد الأصفار في الحساب البنكي.

مطالبة بالأدلة أم محاولة لتغيير الموضوع؟

رئيسة المجلس، فتيحة المودني، لم تتأخر في الرد، مطالبة المستشار مهداوي بتقديم الأدلة على تصريحاته. خطوة ذكية، أليس كذلك؟ بدل أن تأخذ المزاعم على محمل الجد وتفتح تحقيقاً فورياً، تُعيد الكرة إلى ملعب المستشار. وكأن لسان حالها يقول: “إما أن تُظهر الدليل أو نعتبرك مجرد ناشر شائعات محترف!”

من المستفيد؟

لكن مهلا، إذا كان الموظفون يدفعون سبعة ملايين سنتيم للترقية، فمن المستفيد؟ هل هي مجرد “لجنة شبحية” تعيش في الظل، أم أن الأمر يتجاوز ذلك ليصبح “نظاماً مؤسساتياً”؟

ولنكن واقعيين، الحديث عن “تورط موظفين كبار” ليس مفاجئاً في بلادنا. هؤلاء الكبار، الذين ربما يجلسون في مكاتبهم الوثيرة ويحتسون الشاي الأخضر، هم من يعرفون جيداً كيف تُطبخ الأمور على نار هادئة، بينما يخرج البسطاء بخفي حنين.

هل القضاء هو الحل؟

العمدة المودني كانت حازمة في تصريحاتها، مؤكدة أن لا أحد فوق القانون. جميل، لكنه مجرد شعار يبدو مألوفاً في كل الفضائح التي نسمع عنها. فالقضاء هو الحل… أو هكذا يقولون. لكن هل سيتحرك فعلاً، أم أن الملف سينضم إلى أرشيف القضايا المنسية التي لا تُفتح إلا عندما يحتاجها أحدهم لتصفية حسابات سياسية؟

الضغط على الأطر: استراتيجية قديمة جديدة

مصدر من داخل المجلس أشار إلى أن إحالة الملف على القضاء ستُجنب الأطر أي ضغوط محتملة. وهنا نسأل: هل أصبحت الضغوط جزءاً من الثقافة الإدارية؟ هل الموظف النزيه مطالب اليوم بالعيش تحت تهديد دائم، بينما يسرح الفاسد ويمرح في ممرات السلطة؟

“امتحانات الكفاءة”… أو كيف تبيع الوهم

في النهاية، إذا ثبتت هذه المزاعم، فامتحانات الكفاءة المهنية ليست سوى واجهة براقة لنظام متعفن. أما الموظف الشريف، فمكانه إما في الصفوف الخلفية أو خارج اللعبة تماماً.

ربما حان الوقت لإضافة مادة جديدة في امتحانات الكفاءة: “فن المساومة وابتسامة النفاق”! لأن النجاح لم يعد يقتصر على المعرفة، بل على مهارات أخرى… مهارات قد تدهشك، أو لا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى