دابا ماروك
إذا كان لكل سنة لقب، فإن 2024 يمكن أن تحمل لقب “عام الكيف العظيم” بكل جدارة. المغرب دخل موسوعة الإنتاج الزراعي، ولكن ليس عبر الزيتون أو الحوامض، بل بفضل “الكيف المشروع”. نعم، لقد أصبح “الحشيش” المشرعن أكثر تنظيمًا من أي حزب سياسي وأفضل مردودية من أي مشروع تنموي آخر.
إنتاج لا يُعلى عليه!
بحسب أرقام الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي (نعم، هناك وكالة خاصة بهذا الأمر، وهذا ليس مشهدًا من فيلم خيالي)، وصل إنتاج الكيف إلى 4082.4 طن هذا العام. بمعدل مردودية مذهل يبلغ 20 قنطارًا في الهكتار، يبدو أن القنب الهندي المغربي تفوق على نفسه، وحتى على الحبوب الأساسية!
لكن ليست كل الأنواع متساوية. الكيف المحلي المعروف بـ”بلدية” حقق 17 قنطارًا في الهكتار، بينما الأصناف المستوردة (آه، الكيف المستورد!) قفزت إلى 28 قنطارًا في الهكتار. يبدو أن حتى “الحشيش” أصبح ضحية المنافسة بين المحلي والمستورد.
التعاونيات: من أجل كيف مزدهر!
في هذه الملحمة الزراعية، شارك 2647 فلاحًا ضمن 189 تعاونية. تخيل، حتى الكيف لديه تعاونياته ومنظماته، بينما بعض الفلاحين بالكاد يجدون مياه الري!
وقد زُرعت 2169 هكتارًا من القنب الهندي، منها 1701 هكتار من الصنف “بلدية”، والباقي للصنف المستورد. يبدو أن الصراع بين “الأصالة” و”المعاصرة” لم يعد يقتصر على السياسة، بل وصل حتى إلى زراعة الحشيش.
البذور: كنز استراتيجي
الوكالة قامت بإدخال 7.6 مليون بذرة مستوردة، إلى جانب 1717 قنطارًا من بذور بلدية. وبينما يعاني بعض الفلاحين للحصول على بذور القمح أو الشعير، يبدو أن “بذور الكيف” أصبحت الأولوية القصوى.
الرخص: بيروقراطية بمذاق مختلف
نعم، حتى في عالم الكيف، لا مفر من البيروقراطية!
- تم إصدار 3371 رخصة للفلاحين (منها 3056 خاصة بالزراعة).
- كما تم منح رخص للتحويل، التسويق، التصدير، وحتى النقل. يبدو أن حتى أوراق الكيف تحتاج إلى أوراق رسمية!
خطط 2025: كيف أكثر تنظيمًا؟
الوكالة الوطنية تعدنا بمزيد من الجهود في 2025، بما في ذلك استكشاف الأسواق الدولية. من يدري؟ قد يصبح الكيف المغربي قريبًا العلامة التجارية الأكثر تصديرًا بعد الفوسفاط!
سؤال بسيط: ماذا عن الباقي؟
بينما تحتفل الوكالة بإنجازاتها في تنظيم الكيف، يبقى سؤال يطرح نفسه: ماذا عن المحاصيل الأخرى؟ هل سيتم تنظيم إنتاج الزيتون بنفس الحماس؟ أم أن الكيف أصبح “المحصول الذهبي” الذي سيُزرع على حساب كل شيء آخر؟
في النهاية، إذا استمر هذا النجاح، فسيصبح الكيف مصدر العيش الكريم، نصدره إلى كل بقاع الأرض بكل فخر…
2024، شكرًا لأنك عام الحشيش المشرعن.