نهاية العزف السياسي: رئيس جماعة المنصورية يُكردَع والجوقة تتوقف، والرئيس الجديد يدخل الرقصة بحذر
دابا ماروك
ولأن دوام الحال من المحال – كما يقول الحكماء العارفون – وبعد سنوات طويلة من سيطرة الزعيم الذي لا يُضاهى على رئاسة جماعة المنصورية، وقفت أخيرًا فرقة التفتيش التابعة لوزارة الداخلية لتكشف خبايا وخروقات رئيس الجماعة المبجل، مبارك عفيري، الذي لم يتوقف عن العزف على أوتار السلطة، بينما كانت جوقة “المتدربين على الصحافة” تزمر وتطبل له في كل مناسبة.
لكن المفاجأة الكبرى كانت لحظة “الكردعة” الشهيرة، عندما تم إعلان توقيف عفيري، هذا الذي كان ينعم بحب أصوات سكان الجماعة والإقليم، وكأن الحياة مهرجان دائم للتصفيق. لا نعرف كيف سيكون حال أولئك المصوتين المخلصين عندما سمعوا أن بطلهم الشهير أصبح مجرد “رئيس سابق مكردع”، بعد اكتشاف الخروقات التي كانت تزين سيرته.
أما المثير في هذه الدراما الجماعية، فهو ذلك الصراع الذي لن ينساه التاريخ بين المرحوم أحمد أوباها وامبارك عفيري، ذلك الصراع الذي امتد لسنوات وكأنه سلسلة لا تنتهي من المواجهات. ظل أحمد أوباها يسيطر على جماعة بني يخلف، تلك الجماعة التي أنجبت لاحقًا جماعة المنصورية، بينما كان عفيري ينازع من أجل الهيمنة على عرشها.
وها هي الأيام تدور ليعود الحق لأصحابه – أو هكذا يُقال – فقد جاء مفتشو وزارة الداخلية وأصدروا تقريرهم، معلنين بكل فخر نهاية عهد عفيري، سواء أعجبه الأمر أم لا. ومن سخرية القدر، يأتي فيصل أوباها، نجل أحمد أوباها، ليخلف المكردع في منصب الرئاسة، ويستمر العرض!
والأغرب من كل هذا أن كلا الرئيسين، المكردع والجديد، ينتميان لحزب الاستقلال، مما يجعلنا نتساءل عما يحدث في كواليس هذا الحزب. أما الرئيس الجديد، فيصل أوباها، فبلا شك سيكون حذرًا لدرجة أنه ربما يحلم بكوابيس من نوع “مفتشون في الأفق”، وهو يسعى بكل جهده لتجنب تكرار تلك “البهدلة” التي تعرض لها سلفه…
فترقبوا فصولاً جديدة من هذه الملحمة السياسية الساخنة!