سياسةمجتمع

تعديلات بلا تغييرات: بين انتظار الحكومة وانفلات أسعار السردين والكباب!

دابا ماروك

الاستهلال

في عالم يتسم بالتغير المستمر، يظل المغرب في حالة ترقب دائم، حيث تكثر الأحاديث حول التعديلات الحكومية المرتقبة. وكأننا نعيش في مسرحية سياسية، يتجلى فيها أبطالها من الوزراء والمسؤولين الذين يلقون خطبًا تعد الناس بالتغيير، بينما يبقى المواطنون عالقين في طوابير الانتظار. البعض يسعى للحصول على وظائف في القطاع العام، بينما تتصاعد الأسعار بشكل لا يرحم، حيث تحوَّل السردين من “طعام الفقراء” إلى رمز للرفاهية المفقودة.

في خضم هذه المسرحية السياسية، يبدو أن التعديلات المرتقبة ما هي إلا جوقة تعزف لحنًا مألوفًا: كل شيء يتغير، لكن دون تغيير حقيقي. بينما يستمر الحديث عن التعديلات الحكومية كأننا ننتظر مباراة كأس عالم، يقف المواطنون في طوابير الانتظار، آملين في أن يكون لهم نصيب من “كنوز” الوظائف، التي باتت حلمًا بعيد المنال. والبحث عن الأسعار المعقولة للغذاء يشبه رحلة البحث عن كائنات فضائية، فأسعار السردين تجاوزت خلال الآونة الأخيرة حدود المعقول، وأصبح الحديث عن “طعام الفقراء” نوعًا من الفكاهة السوداء. وفي الوقت الذي يتحدث فيه الوزراء عن التغيير، يبقى قطاع الصحة في حالة سبات عميق، حيث يُنظر إلى زيارة المستشفى كنوع من مغامرة البقاء. فهل من الممكن أن يأتي يوم يتغير فيه الوضع؟ أم سنظل ننتظر “الإعلان الكبير” الذي لا يُعرف إن كان سيأتي يومًا ما، أم أن كل ما علينا فعله هو الانتظار في طابور طويل دون أمل في تحسين أحوالنا؟

  1. مقدمة عن التعديلات السياسية: في المغرب، لا يكاد يمر يوم دون الحديث عن تعديلات مرتقبة، سواء على مستوى الحكومة أو الإدارة الترابية. لكن، ماذا حصل حتى الآن؟ تعديل طفيف جدًا طال بعض الولايات والعمالات في المملكة، ليبدو الأمر وكأنه مجرد “تصفيف شعر” إداري دون المساس بالجوهر. المشهد يبدو كأنه مقدمة لمسرحية كبرى، حيث ينتظر الجميع الدور القادم، وهو التعديل الحكومي الذي يتردد الحديث عنه في الأروقة وكأننا على وشك استقبال فريق كرة قدم جديد، وليس حكومة جديدة.
  2. معاناة المواطنين: في هذه الأثناء، المواطنون يقفون في طوابير الانتظار، كلٌ حسب رغبته: البعض يبحث بيأس عن إعلانات توظيف، وكأن وظائف القطاع العام أصبحت كنزًا دفينًا. بينما آخرون يترقبون تعديلًا سحريًا يمس أسعار المواد الغذائية، خاصة بعد أن أصبح السردين الذي كانت يومًا ما “طعام الفقراء” أغلى من حبات الذهب. نعم، نحن في زمنٍ أصبح فيه السردين والكباب البريء من الإرهاب، يحملان على عاتقيهما عبء التفاوض بين البائع والمشتري في الأسواق الشعبية!
  3. الوضع في قطاع الصحة: وفي حين أن الحكومة مشغولة بمسألة التعديلات والمناصب، يبقى قطاع الصحة، كما هو الحال دائمًا، الحلقة الأضعف. الناس في القرى والمدن النائية ينتظرون تحسينًا ملموسًا في خدمات التطبيب، حيث باتت زيارة المستشفى أقرب إلى مغامرة، تتطلب من المريض الاستعداد لتحمل الطوابير الطويلة والانتظار غير المنطقي. هذا دون الحديث عن ندرة الأدوية، التي أصبحت تُباع كأنها مواد نادرة من العصور الوسطى.
  4. تقلب الأسعار: أما الأسعار، فإنها تتأرجح بشكلٍ مستمر، حيث بات التوجه للسوق أشبه بمقامرة يومية؛ لا أحد يعرف ما إذا كانت الأسعار سترتفع أم ستنخفض. حتى أن بعض المواطنين باتوا يتساءلون: “متى سيكون لدينا تعديل في أسعار البطيخ؟ أو ربما تعديل في سعر الحليب أو الخبز؟”، فكل شيء أصبح قابلاً للتغيير عدا القدرة الشرائية التي تبقى على حالها دون تعديل.
  5. التفاؤل والترقب: ثمة العديد من الأسر التي، بينما يتبادل البعض نخب الكؤوس في مناسبات احتفالية تُعبّر عن الفرحة والنجاح، تعيش أخرى في صمت معاناتها. في الوقت الذي يحتفل فيه البعض بإنجازاتهم ويستمتعون باللحظات السعيدة، قد تصل السكين إلى عظام الأسر التي تواجه تحديات الحياة اليومية. هذه الأسر تُعاني من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية، وتكافح من أجل تأمين لقمة العيش لأبنائها. بينما تشرق الابتسامات على وجوه البعض، تجد الآخرين يتجرعون مرارة الواقع، حيث تتداخل الآلام مع الأحلام المكسورة، مما يذكّرنا بأن الحياة ليست دائمًا كما تبدو.
  6. الخاتمة: وفي هذا المشهد، يقف المغاربة بين التفاؤل والترقب، ينتظرون ليس فقط من سيحكمهم، ولكن أيضًا ما إذا كان هناك تعديل حقيقي سيطال حياتهم اليومية. فهل سيأتي اليوم الذي نرى فيه تعديلًا في فرص العمل، جودة التعليم، ومستوى المعيشة بشكلٍ عام؟ أم سيبقى كل شيء مجمدًا كما هو، في انتظار “الإعلان الكبير” الذي قد لا يأتي أبدًا؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى