مجتمع

شكيب بنموسى: وزير التعليم الذي حل جميع المشاكل أخيرًا… والخلود للنوم بعمق

دابا ماروك

بينما كانت الساحة التعليمية في المغرب تشتعل بإضرابات، احتجاجات، وصرخات مبحوحة لرجال ونساء التعليم، ظهر الوزير شكيب بنموسى بقدرة خارقة على حل كل المشاكل العالقة. كيف؟ عن طريق “عدم حلها” بالطبع، ولكن بتكتيك استراتيجي يضمن له النوم الهادئ كل ليلة.

بدأت الخطة عندما أدرك بنموسى أن الاحتجاجات والإضرابات ليست في الحقيقة مشكلته. هل يستطيع إحصاء عدد الفقراء؟ نعم. هل يمكنه التخطيط لإحصاء عدد المواطنين الغاضبين؟ بالتأكيد. إذن، لماذا يكترث بمشاكل التعليم المعقدة مثل “نقص المدرسين” و”تهالك المدارس” و”المناهج البالية”؟

التعليم، ببساطة، ليس الأولوي

بينما تسرب مئات التلاميذ من المدارس بسبب تردي الوضع التعليمي، وجد شكيب بنموسى الحل العبقري: النوم المبكر! اكتشف أن الصحة الجيدة تأتي من نوم مريح، وليس من حضور اجتماعات طويلة مملة حول تحسين النظام التعليمي. فمن الواضح أن التعليم هو شيء يحدث بشكل تلقائي، أليس كذلك؟

وقد أصبح مشهورًا بين زملائه بالقول: “لماذا نحتاج إلى مناقشة مشاكل التعليم، بينما يمكننا التخطيط لإحصاء نفسات المواطنين؟”.

الخطوة التالية: إحصاء الفقراء

ما أن تخلص من هموم التعليم، حتى تحول بنموسى إلى مشكلة أسهل: الفقر. ليس القضاء عليه، بالطبع، بل إحصاؤه. لقد قال لنفسه: “الفقراء موجودون دائمًا، فلماذا نكافح هذا الواقع؟ أفضل أن نعدهم فقط!” وهكذا، تم وضع خطة محكمة لإحصاء الفقراء بنفس الحماسة التي تميز بها عن إحصاء عدد المدارس المهددة بالسقوط.

المثير في الأمر أن بنموسى أبدع في هذا المجال إلى حدّ أنه أصبح الآن مرجعًا في “علم إحصاء الفقراء”، وهو علم يعتمده كل من لا ينوي تغيير شيء لكنه يريد أن يبدو منشغلًا جدًا.

المواطنون تحت المراقبة… بالتخطيط

إذا كنت تعتقد أن بنموسى اكتفى بإحصاء الفقراء، فأنت مخطئ. الخطة الشاملة تطورت لتشمل التخطيط لإحصاء النفسات. نعم، لم يعد ينقصنا سوى معرفة عدد النفسات التي يطلقها المواطن العادي في اليوم، هل يتنفس بغضب أم بفرح؟ وهل هذا التنفس يؤثر على المزاج العام في المملكة؟

التعليم؟ لم يكن يومًا مشكلة!

العبقرية الحقيقية في استراتيجية بنموسى هي تحويل انتباه الجميع من مشاكل التعليم الملتهبة إلى قضايا ثانوية ومثيرة للسخرية، مثل إحصاء الفقراء والتخطيط للهواء الذي يستنشقه المواطنون. وبهذا الأسلوب الخارق، استطاع شكيب بنموسى أن ينام بعمق في نهاية كل يوم، بينما تستمر الأزمات الحقيقية في الغليان، ولكن ببرود تام.

لنكن واقعيين، من يهتم حقًا بتحسين جودة التعليم، بناء مدارس جديدة، أو حتى احترام كرامة الأساتذة؟ يمكننا دائمًا تأجيل هذه الأمور بينما نركز على مشاريع إحصائية خالدة. وبفضل هذه الاستراتيجية البارعة، لن يكون هناك داعٍ لأي إضراب أو احتجاج في المستقبل، لأن لا أحد سيكون في المدرسة أصلًا للاحتجاج!

شكيب بنموسى، رجل التخطيط والنفسات وإحصاء الفقراء، في خدمة نوم هادئ وراحة أبدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى