مجتمع

الحرية المتنازع عليها: قضية ارتداء الكوفية الفلسطينية في المدارس العليا بين حقوق الطلبة والمسؤولية المؤسساتية

دابا ماروك

الحادثة التي وقعت في المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء تعكس توترًا بين حقوق الطلبة في التعبير عن الرأي وبين السياسات المؤسساتية والثقافية. عملية رفض عميد كلية العلوم تكريم طالبة متفوقة بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية أمر لا يمكن تفسيره على أنه مجرد قرار إداري، بل يتجاوز ذلك إلى مسألة أخلاقية وسياسية أكبر.

القرار أحدث استياءً عميقًا بين أساتذة وطلبة المدرسة، حيث خلف ردود فعل في مواقع التواصل الاجتماعي لم ترحم الفاعل، خاصة في ظل الأحداث الدامية التي وقعت في غزة قبل الحفل بساعات قليلة. أمر يبرز هنا التصادم بين الحق في التعبير والتضامن الإنساني، وبين الالتزامات الرسمية والمؤسساتية. إن استنكار النقابة الوطنية للتعليم العالي ودعمها للطالبة يعكس الدفاع عن حرية التعبير وقيم المواطنة النشطة في المجتمع الأكاديمي.

النقاشات التي أثارها هذا الحدث تتساءل عن دور التعليم العالي في تشكيل القيم والمواقف السياسية، وعن كيفية التوفيق بين حرية التعبير الفردية وبين التزامات المؤسساتية. فالمجتمعات الجامعية يجب أن تكون ملاذًا للحوار الفكري والتنوع الثقافي، مع مراعاة للقيم الأخلاقية والإنسانية الأساسية.

في الختام، هذه الحادثة تذكرنا بأهمية إدارة التنوع والرفاهية الأكاديمية بطرق تعزز الاحترام المتبادل والتسامح، مع الحفاظ على حقوق الفرد في التعبير عن قناعاته الشخصية والتعبير عن تضامنه مع قضايا إنسانية عالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى