رحلة “الكرامة المؤجلة”: العاملات الموسميات باسبانيا بين مطرقة الضيعات وسندان الحقوق
دابا ماروك
مع قرب انطلاق موسم 2025، تتأهب العاملات الموسميات المغربيات للسفر إلى الضيعات الفلاحية بإسبانيا، حاملات معهن أحلام توفير لقمة عيش كريمة لأسرهن. لكن هذه الرحلة ليست مجرد عبور جغرافي؛ إنها مسار مملوء بالتحديات والصراعات من أجل الحفاظ على الحقوق والكرامة في ظروف عمل لا تزال محل جدل.
بين الماضي والحاضر: هل تحسن الوضع؟
رابطة فيدرالية حقوق النساء أطلقت نداءً يدعو إلى تعزيز الجهود لتحسين شروط العمل والإقامة، معترفة بوجود تحسن مقارنة بالسنوات الماضية. هذا التحسن، حسب الرابطة، جاء نتيجة تراكم نضالات حقوقية وزيارات ميدانية سلطت الضوء على الانتهاكات الخطيرة التي تعرضت لها العاملات في السابق. لكن، وعلى الرغم من ذلك، الطريق نحو القضاء التام على هذه الانتهاكات لا يزال طويلاً.
واقع الضيعات: العمل الشاق والحقوق المنسية
تعمل العاملات في ظروف قاسية تمتد لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، مقابل أجور زهيدة لا تعكس حجم الجهد المبذول. ورغم الالتزامات التي تعهد بها أرباب العمل بتحسين ظروف الإقامة، فإن تقارير ميدانية تشير إلى استمرار وجود مساكن مكتظة تفتقر لأبسط شروط النظافة والسلامة.
الكرامة المهددة
النداء الأخير الذي أطلقته الرابطة يُظهر بوضوح أن الإشكالية ليست فقط في شروط العمل، بل في بيئة تنتهك الكرامة الإنسانية للعاملات. من قصص التحرش والاستغلال إلى ضعف الحماية القانونية، تعاني هؤلاء النساء من هشاشة مضاعفة: اجتماعية وقانونية، تجعل من مطالبتهن بحقوقهن مخاطرة غير محسوبة العواقب.
نحو مستقبل أكثر عدلاً
الحقوقيات اللواتي تابعن الملف يرَين أن التغيير لا يمكن أن يكون مجرد شعارات أو وعود مؤقتة. المطلوب هو وضع إطار قانوني صارم يضمن حقوق العاملات، مع آليات مراقبة فعالة تُلزم أرباب العمل بتوفير ظروف لائقة. إضافة إلى ذلك، يجب توفير برامج دعم نفسي واجتماعي للعاملات لتجاوز الصدمات المرتبطة بالعمل في بيئة غريبة ومليئة بالتحديات.
خاتمة: كرامة العاملات ليست رفاهية
ما يحتاجه ملف العاملات الموسميات ليس تحسينات طفيفة، بل ثورة حقيقية في طريقة التعامل معهن. رحلة الكفاح من أجل الكرامة والحقوق لن تتوقف عند الضيعات، بل تمتد إلى طاولات الحوار بين المغرب وإسبانيا، لضمان أن تكون هذه الرحلات أداة لتحسين حياة العاملات، وليس مجرد تكرار لدورة استغلال تتجدد كل موسم.
