الافتتاحية

المال السايب..

محمد صابر

المال السايب يعلم السرقة، مقولة مغربية معروفة ولعل النفوس الضعيفة هي المرشحة في كل حين للسقوط في المستنقع، ونعني به طبعا مستنقع مد اليد إلى المال العام مادام يبدو سائبا والله أعلم.

لكن ما نعلمه، وما نصبح عليه ونمسي يتعلق بكثرة الفضائح والاختلاسات التي تتحدث عن استغلال لمقعد أو مسؤولية من أجل لهف مال أو إبرام صفقات مشبوهة ومفضوحة ونفخ الفاتورات بدون وجه حق، حيث لا نعتقد أن المجال التطوعي والكروي قد يسلم بدوره من رياضة الأصابع والتلاعب في الانتدابات وفيما شئتم.

وها نحن قد رأينا بأم أعيننا وتتبعنا قبل سنوات كيف أفرغت الصناديق الوطنية من محتواها واختلس ما بداخلها من ملايير قد تنفع أمما في ميزانياتها، حيث تتبعنا محاكمات هيتشكوكية لأسماء مسؤولين ومديرين كانوا يعتبرون كملائكة، فإذا بهم يتحولون إلى لصوص.

نحن هنا لسنا أمام مال سائب يغري بالسرقة، ذلك أن اغلب المتورطين في قضايا مختلفة، كان كثير منهم يحسبونهم –كما قلنا- ملائكة أو من أحرص الناس على حسن تدبير المال العام، لكن قبح الله كل وسائل الإغراء وكل النفوس الضعيفة التي تنساق وراء نصائح السماسرة الذين يستفيدون في الظل.

نقول هذا ونستحضر أسماء وزراء سابقين وبرلمانيين ورؤساء جماعات يقبعون اليوم وراء القضبان، ومنهم “عراب” بوزنيقة المتابع بتهم جد قذرة ومنها أنه تآمر مع “المهدي المنتظر” – الذي سبق أن سلك طريقة (السماوي) في الظفر برئاسة نادي الرجاء البيضاوي – ضد أموال “طائرة” أحدثت في الأرض لخدمة ساكنة بوزنيقة، ورئيس جهة الشرق والبرلماني البامي ورئيس نادي الوداد البيضاوي وغيرهم ممن أوقفهم “الرادار”، حيث ينتظر المواطن المغربي دور أسماء أخرى عاثت في مدننا فسادا…

لا نعرف كيف استفحلت كل ظواهر الانحراف الكبير في صفوف المسؤولين وكبار المنتخبين، وكيف استفحل الفقر والبؤس والعطالة في صفوف هذه الطبقة الكادحة والمقهورة، التي تختار من يشرع ومن يمثلها في البرلمان والحديث يطول..

كان الله في عوننا جميعا مادمنا في مغرب لا مجال فيه للاستغراب. وآخر من نختم به هو قوله تعالى: “إن الله يمهل ولا يهمل”.

صدق الله العظيم.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى