سياسة

إكوادور تُسقط ورقة التوت عن جبهة المرتزقة

دابا ماروك

في مشهد يذكرنا بمشاهد أفلام الأكشن، قامت جمهورية الإكوادور، التي تبتعد آلاف الكيلومترات عن أزماتنا، بتعليق اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية” الوهمية، بعد أن كانت قد جاملت ذلك الوهم منذ عام 1983. يبدو أن الإكوادور قررت أخيرًا أن تفتح عينيها وتدرك أن هناك أشياء أكثر أهمية من الاعتراف بكيانات مختلقة في قلب الصحراء!

غابرييلا سومرفيلد، وزيرة خارجية الإكوادور، أبلغت نظيرها المغربي ناصر بوريطة بهذا القرار الصارخ، وكأنها تقول: “نعتذر، كنا مشغولين بمشاكلنا المحلية ولم نلاحظ أنكم كنتم تتحدثون عن كائنات خيالية!” ولم تكتفِ بذلك، بل أرسلت رسالة إلى ما يسمى بـ”تمثيلية الانفصاليين” في كيتو، وكأنها تحضر حفلة وداع للخيال!

هذا القرار، الذي يندرج في إطار الدينامية التي أطلقها الملك محمد السادس لتكريس مغربية الصحراء، هو بمثابة صفعة للمرتزقة وداعميهم، وخاصة جارتنا الجزائر. يبدو أن الإكوادور، بطبيعتها اللاتينية، قد أخذت دروسًا في السياسة من المغرب، وقررت أن تكون جزءًا من هذا الفصل الجديد في العلاقات، حيث تعود الأمور إلى نصابها، ويُعاد الاعتبار للحقائق الجغرافية والسياسية.

فهل سنرى قريبًا جبهات جديدة تفتح أمام المرتزقة بعد هذه الضربة الموجعة من أمريكا اللاتينية؟ ربما، لكن الشيء المؤكد هو أن الإكوادور قد أثبتت أنه ليس كل الدول تنجرف وراء الشعارات البراقة. شكرًا لك، إكوادور، على هذا الدرس الذي كان يحتاجه الجميع!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى