بعد أعنف زلزال ضرب تايوان منذ ربع قرن: عائلات في الخيام وعالقون في مناطق نائية
ينهمك عمال الإغاثة الخميس في توضيب ألعاب وبطانيات وحليب الأطفال لعائلات لجأت إلى مدرسة ابتدائية في هوالين مركز أعنف زلزال ضرب تايوان منذ ربع قرن.
وقال الإندونيسي هيندري سوتريسنو المقيم في خيمة مع زوجته وطفلهما الرضيع البالغ شهرين “لدينا جميع الاحتياجات الأساسية — بطانيات ومرحاض ومكان نرتاح فيه”.
وكان الاستاذ في جامعة دونغ هوا في هوالين البالغ 30 عاما وعائلته من بين أكثر من مئة شخص اختاروا البقاء في خيام أقيمت في مدرسة ابتدائية بعدما ضرب زلزال بقوّة 7,4 درجات تايوان الأربعاء.
وكانت الهزّات الارتدادية للزلزال الأكبر منذ أودى آخر بقوة 7,6 درجات بحياة 2400 شخص عام 1999، سريعة وقوية. وبحلول صباح الخميس، شهدت هوالين أكثر من 300 هزّة متتالية.
أفاد هيندري أنه اختبأ وزوجته تحت طاولة مع طفلهما عندما ضرب الزلزال الأول، قبل أن يحملا أمتعتهما ويهربا من المبنى.
وقال لفرانس برس “نشعر بالقلق عندما تحدث الهزّات الارتدادية الكبيرة. قد يكون من الصعب حقا لنا إخلاء المكان مرّة أخرى، خصوصا مع طفل رضيع”.
وتابع “لذا سيكون من الأفضل والأكثر حكمة بالنسبة لنا بأن نبقى هنا”.
عالقون داخل أنفاق
تواصلت جهود الإنقاذ في أنحاء المقاطعة حيث عملت السلطات على الوصول إلى أكثر من 700 شخص إما علقوا في الأنفاق ذات البنية القوية أو في مناطق نائية، رغم أنه يعتقد بأنهم في أمان.
تضم مقاطعة هوالين الواقعة على ساحل تايوان الشرقي شبكة من الأنفاق التي تسمح للسائقين بعبور جبال المنطقة الخلابة.
ومن بين العالقين أشخاص في فندق قرب حديقة تاروكو الوطنية وعمال في نفق قريب، باتوا منقطعين تماما بعدما وقعت سلسلة انزلاقات للتربة على الطريق الرئيسي السريع المؤدي إليها.
وأظهر تسجيل مصوّر التقطته مسيّرة لنفق مفتوح داخل جبل نشرته وكالة تايوان الوطنية لمكافحة الحرائق أشخاصا يلوحون بأيديهم بينما وقفوا بجانب مركبات متضررة من دون أن يلحق بهم أي أذى.
وطوّقت السلطات جزءا من طريق سو هوا السريع الخميس، وهو موقع انزلاق هائل للتربة أودى بحياة سائقين قبل يوم عندما سحقا تحت الصخور.
أغلقت صخور ضخمة الأنفاق في الطرقات بينما شوهدت أشجار اجتُثت من جذورها على المنحدرات بجانب طريق سريع بقي مغطى بالتراب.
أسفر الزلزال عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة نحو 1100 بجروح، رغم أن السلطات لم تحدد مدى خطورة إصاباتهم.
مبان مائلة
وفي مدينة هوالين الرئيسية، صبّ عمال الخرسانة في قاعدة مبنى أورانوس ذي الواجهة الزجاجية الذي تضرر إلى حد أنه بات مائلا على زاوية 45 درجة.
وبات الآن رمزا للزلزال لكن بالنسبة لتشين هسيو-ينغ (59 عاما) فإنه ما زال منزلها.
وقالت لفرانس برس من المدرسة الابتدائية التي باتت تؤويها إنها كانت في طريقها إلى المنزل من العمل عندما وقع الزلزال.
أضافت “لو أني عدت قبل ذلك بوقت قصير، لكنت الآن في الداخل”.
وأكدت بأنها شعرت بالصدمة لرؤيتها الطريق يهتز وبائعي المواد الغذائية في الشوارع يهتزون أثناء الزلزال.
وقالت تشين “ما زالت يدي ترتجفان ولم أتعاف بعد. كانت تلك المرة الأولى التي أشهد فيها ذلك”، مضيفة بأنها تتطلع لاستعادة ممتلكاتها من المبنى.
وقالت “ما زالت مقتنياتي هناك، مثل صورة والدتي”.
اختار أكثر من عشرة أشخاص العودة إلى منازلهم بحلول الصباح، إلا أن العديد منهم، لا سيما أولئك الذين برفقة أطفال، بقوا في الخيام.
وقال هيندري إنه يأمل بأن يكون الخميس آخر يوم للعائلة في الملجأ.
وأضاف “سأمر إلى المكان وألقي نظرة وأتحدث مع الموظفين هناك لأرى إن كان بإمكاني الصعود إلى الأعلى بشكل آمن”.
وتابع “قالوا بالأمس إنه ليس آمنا”.
أ ف ب