المغرب يستعد لإطلاق قنوات رياضية: هل نحن جاهزون لاستقبال كأس العالم 2030؟
دابا ماروك
في خضم الاستعدادات المتسارعة لاستضافة كأس العالم 2030، يبدو أن المغرب يستعد لإطلاق سلسلة من القنوات التلفزيونية الرياضية تحت إشراف المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري “هاكا”. بفضل هذا المشروع، سنشهد ولادة قنوات “الرياضية 1″، “الرياضية 2″، “الرياضية 3″، و”الرياضية 4″، التي تعكس العزيمة الوطنية على تقديم صورة مشرقة في مجال الإعلام الرياضي.
لكن، دعونا نتوقف لحظة لنتساءل: هل لدينا فعلاً الكفاءات اللازمة لإدارة هذه القنوات، أم أن الأمر مجرد استنساخ لنموذج الإعلام الخليجي، الذي سبقنا بسنوات في هذا المجال، وإن كان يعتمد على مواهب من خارج البلاد، مثل المغاربة أنفسهم؟
الكفاءات: من يحتاج إلى التأطير؟
تساؤل آخر يلوح في الأفق: هل سنجد من يؤطر هذه الكفاءات؟ هل سيتعلم المنشطون الجدد كيف يتحدثون عن كرة القدم بشكل صحيح دون الاعتماد على المصطلحات المتداولة في مقاهي الحي؟ الأمر يحتاج إلى تربية حقيقية على المصداقية في الإعلام، وليس مجرد “الزركشة” باللافتات والشعارات.
الإشعاع الرياضي: هل هو في مصلحة من؟
المجلس الأعلى يصرح بأن هذه الخطوة ستحسن من جودة الخدمة العمومية وتبرز الرياضة الوطنية. لكن، هل سنشهد فعلاً تحولًا في المحتوى الإعلامي، أم أن القنوات الجديدة ستتحول إلى ساحة تنافس بين المعلقين على من يستطيع الإطالة في الحديث عن هدف مُحرَز في مباراة ودية؟
الاحتفاء بالإنجازات الرياضية: ماذا عن الإنجازات الحقيقية؟
نعم، لدينا استحقاقات رياضية هامة قادمة، مثل كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030. ولكن، هل سنتمكن من استثمار هذه الفرص لتحسين الصورة الإعلامية للمغرب، أم ستظل الأمور كما هي، حيث تعلو الأصوات وتنخفض بينما تبقى المصداقية في مكان بعيد عن متناول اليد؟
خاتمة: نأمل الأفضل
بغض النظر عن كل ذلك، نأمل أن تكون هذه القنوات الجديدة فرصة لتحسين مستوى الإعلام الرياضي في المغرب. ولكن، حتى يتحقق ذلك، دعونا نأخذ الأمور بروح الفكاهة، لأننا بحاجة إلى بعض الضحك لنواجه ما قد يأتي في السنوات القادمة. فهل نحن مستعدون فعلاً لاستضافة كأس العالم، أم أننا ما زلنا في مرحلة “التعلم من التجارب”؟ الزمن كفيل بالإجابة.