مجتمع

ارئيس “السكامنة” وراء القضبان: بيع الأحلام بالتقسيط المريح!

دابا ماروك

في واقعة جديدة تُضاف إلى سلسلة الأحداث الكوميدية-الدرامية في جماعة “السكامنة”، تمكنت مصالح الدرك الملكي أخيرًا من القبض على رئيس الجماعة، بعد أن ثبت تورطه في “فيلم بوليسي” من نوع خاص: بيع عقود عمل وهمية للخارج! نعم، يا سادة، الرئيس قرر أن يُغير مساره الوظيفي من “خدمة” الساكنة إلى “تهجيرها” بأحلام خيالية، ربما لأنه أدرك أن الحل الوحيد لمشاكلهم هو… أن يكونوا في مكان آخر!

تخيلوا معي رئيس جماعة يقوم بوضع خطط “لتنمية” الجماعة، ولكن بدلًا من بناء مدارس أو تعبيد الطرق، قرر بناء “جسر” من الأحلام الوردية إلى بلاد “الفرنجة”. وكيف؟ عبر بيع عقود عمل وهمية لأوروبا، وبأسعار معقولة تناسب الجميع! يبدو أن الرئيس استلهم هذه الفكرة من تجار “الأحلام” في الأسواق الشعبية، الذين يبيعون كل شيء من الأعشاب الطبية إلى العطور “المسكّنة”.

من الواضح أن الرئيس قد رأى في نفسه رائد أعمال من طراز فريد، فقرر الدخول إلى سوق “النصب” بجرأة وشجاعة، على أمل أن يكون “الرئيس-المُهرّب” الأول في تاريخ الجماعات القروية. وما لبث أن انتشرت الأخبار بين سكان الجماعة، حتى تقاطر عليه المواطنون من كل حدب وصوب، آملين في تحقيق الحلم الكبير: الخروج من “السكامنة” إلى الجنة الموعودة.

لكن، وكما هو الحال في كل فيلم كوميدي رديء، لم تسر الأمور كما خُطط لها. فبعض الضحايا، بعد أن اكتشفوا أن عقود العمل لا تساوي حتى الورق الذي كتبت عليه، قرروا أن يُخرجوا الرئيس من حلمه الوردي ويقدموه للعدالة. ومن هنا، بدأت الحلقة الأخيرة من “مسلسل النصب الجماعي”، حيث ظهر الرئيس خلف القضبان، ربما للمرة الأولى… والأخيرة، ولكن بالتأكيد ليس كما توقعه في برنامجه الانتخابي.

السلطات، بالطبع، لم تتأخر عن أداء دورها البطولي في القبض على “بطلنا” الهارب من الواقع، والذي، بدلًا من أن يكون رمزًا للأمانة والنزاهة، أصبح رمزًا للـ”تهجير” بنسخة محلية. ويبدو أن هذا هو حال السياسة في بعض الجماعات: تحول سريع من “رئيس” إلى “مُهرّب” عندما لا تكون هناك حلول عملية، وعندما تكون الحلول السحرية هي الخيار الوحيد المتاح!

والآن، سكان “السكامنة” يتساءلون: ماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل سيأتي رئيس جديد يعدهم ببناء “برج إيفل” في وسط الجماعة؟ أم أن الجماعة ستتحول إلى فيلم جديد، هذه المرة بعنوان “الهروب الكبير”؟

في النهاية، يبدو أن ساكنة “السكامنة” تحتاج إلى “رئيس” من نوع آخر، ربما أحد يبيع لهم عقودًا حقيقية… للأمل!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى