مجتمع

عنوان زائف: “أغرب حيل قنوات اليوتيوب: كيف يتلاعبون بعقولكم ليجعلوكم تدخلون إلى قنواتهم بأكثر الطرق استهزاءً”

دابا ماروك

في عالم اليوتيوب، أصبح التلاعب بعقول المشاهدين فناً تتقنه العديد من القنوات التي تتخذ من الاستفزاز سبيلاً لزيادة عدد المشاهدات والاشتراكات. هذه القنوات أصبحت تبتكر أكثر العناوين التي تثير الفضول وتدفع المتابعين للدخول إليها، فقط ليكتشفوا أنهم وقعوا في فخ رخيص. دعونا نستعرض بعضاً من هذه الأساليب بأسلوب ساخر، فقد حان الوقت لنسخر قليلاً من هذه الأساليب التي تصلح لأن تكون مادة فكاهية في حد ذاتها.

مباشر” من مباراة قديمة:

تخيل نفسك بعد يوم طويل تبحث عن متابعة مباراة كرة القدم المفضلة لديك، وتجد عنواناً مثيراً على قناة يوتيوب يقول “مباراة مباشرة بين الفريقين الكبيرين”. تسرع بالدخول، وتنتظر بشغف، لتكتشف بعد دقائق قليلة أن “المباشر” هنا ليس سوى مباراة قديمة جرت منذ سنتين أو أكثر، واللقطات التي تشاهدها هي مجرد إعادة مبكرة لمباراة قديمة. هل شعرت بالصدمة؟ هذا ليس كل شيء، فبعض القنوات لا تتورع عن استخدام صور قديمة للاعبين أو مباريات لم تعد ذات صلة، ليضحكوا على عقول المتابعين الذين كانوا يظنون أنهم يتابعون مباراة جديدة تماماً.

ملصق الأكشن“:

وإذا كنت من عشاق الأفلام، فإن الوضع لا يختلف كثيراً. تجد قناة تروج لفيلم أكشن جديد، باستخدام ملصق جذاب يظهر أبطاله في مشاهد مثيرة. تقرر الدخول لتجد أن الفيديو ليس سوى عرض لمشاهد من فيلم آخر قديم أو حتى مجرد مشهد صغير لحركات نصاب أو صياد رفع المشاهدات، حيث تظل تراقب الدقائق تمر وأنت تنتظر اللحظة المثيرة، ولكنها تأتي متأخرة، وعندما تأتي، تجد نفسك قد قضيت وقتاً في مشاهدة مشهد كان من المفترض أن يكون مجرد جزء من إعلان. هذه الطريقة في التلاعب يمكن أن تجعل أي محب للأفلام يشعر بالإحباط، ولكنها بالتأكيد ترفع من عدد المشاهدات، على الأقل حتى ينكشف السر.

حلقات من نوع آخر“:

أما في مجال البرامج الاجتماعية والثقافية، فإن هناك قنوات تستخدم أساليب تشويقية مشابهة. تجد عنواناً يوحي لك بمحتوى تعليمي أو معلومات هامة، ولكن عند مشاهدة الفيديو، تجد نفسك أمام برنامج ترفيهي عابر أو حتى محتوى غير مفيد على الإطلاق. إنهم يلعبون على وتر الفضول البشري، مقدمين محتوى لا يتناسب مع العنوان المعلن عنه، مما يجعلك تشعر بالإحباط بعد الوقت الذي قضيته في محاولة اكتشاف الفائدة الحقيقية من الفيديو.

بعض المشاهدين ليسوا في الصورة:

ولنتحدث عن الجانب الأكثر جدية. هناك قنوات تتخذ من حاجات الناس الخاصة، مثل خدمات العناية الشخصية أو حتى الحياة اليومية، مادة للنصب. يظهرون مشاهد تتعلق بشؤون عامة أو خاصة بأشخاص عاديين، لتكتشف لاحقاً أن الفيديو ليس سوى حيلة للتسلية أو لجذب الانتباه بأسلوب غير لائق.

ختاماً:

في النهاية، يبدو أن بعض قنوات اليوتيوب أصبحت أكثر اهتماماً بالتحايل على المشاهدين لزيادة عدد المشاهدات والاشتراكات، بدلاً من تقديم محتوى مفيد وجيد. فهذه الأساليب لا تعبر سوى عن قلة احترام للجمهور، الذي قد يشعر بعد فترة بالاستياء والإحباط. لكن في النهاية، هذا النوع من التلاعب يؤكد أن الفن الحقيقي في إنشاء المحتوى ليس في كيفية جذب الانتباه بطرق مبتذلة، بل في تقديم قيمة حقيقية تستحق المتابعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى