مجتمع

هذا يهم كبار المسؤولين: أهمية الحفاظ على النقد البناء في الساحة الإعلامية المغربية

محمد صابر

نود في هذه اللحظة بالذات أن نؤكد للبعض أننا لم ننساق وراء العمل بأحد المواقع أو الصحف الإلكترونية الخليجية أو حتى الأوروبية  لكسب مال حقيقي مقابل نشر مادتين فقط في الأسبوع. نحن ندرك تماماً أن هذا الطريق قد يبدو سهلاً ومغرياً للكثيرين، خاصة في ظل العروض المالية الجذابة التي تقدمها هذه المواقع للكتّاب والصحفيين. لكننا في “دابا ماروك”، اخترنا أن نسلك طريقاً مختلفاً، طريقاً يعبّر عن هويتنا ويمثل رسالتنا.

اختيار واعٍ وتوجه مدروس

جاء اختيارنا الصعب والقاسي لتأسيس موقع “دابا ماروك” بناءً على رؤية واضحة وهدف محدد. فالاسم وحده يعكس هويتنا المغربية الصرفة، ويوجه دعوة صريحة لكل المغاربة للمشاركة في هذه المنصة التي تهدف إلى تقديم محتوى يعبر عنهم ويخصهم بشكل مباشر. لم يكن الهدف من إنشاء هذا الموقع مجرد إنشاء منصة لنشر الأخبار أو المقالات فحسب، بل كان الهدف الأسمى هو خلق فضاء يمكّن المغاربة من التعبير عن آرائهم بحرية ومشاركة رؤاهم وأفكارهم حول قضايا تهمهم وتؤثر على حياتهم اليومية.

من خلال “دابا ماروك”، نهدف إلى أن نكون صوت المغاربة، نسرد قصصهم، ونعرض مشاكلهم، ونتناول قضاياهم بعيداً عن أعين الآخرين، ونُبقي نقاشاتنا ونقدنا ضمن حدود بيتنا الداخلي، لأننا نؤمن أن التغيير يبدأ من الداخل، وأن القضايا الوطنية تحتاج إلى حلول نابعة من صميم الوطن نفسه.

إننا نرفض عروضاً مغرية من مواقع وصحف خليجية لنشر مقالات مدفوعة، ليس لعدم تقديرنا لتلك المنابر، ولكن لإيماننا العميق بأن قضايانا لا يجب أن تُنشر في الخارج، وأن غسيلنا يجب أن يُغسل بيننا. إن انتقاداتنا بناءة وموجهة بشكل خاص للمغاربة، وللكتاب والصحفيين المغاربة الذين يؤمنون بأهمية تناول القضايا المحلية بحس وطني ومسؤولية.

نسعى من خلال “دابا ماروك” إلى تقديم محتوى يحترم عقل القارئ المغربي ويُلبي احتياجاته الفكرية والثقافية، بعيداً عن التسطيح أو التبعية لأي جهة خارجية. نحن هنا لنكون منبراً حراً للمغاربة، يعكس أصواتهم وطموحاتهم ويعبر عن آرائهم بكل حرية ومسؤولية

نحو إعلام مغربي نقدي وبناء

نؤمن بأن النقد البناء داخل الأسرة الإعلامية المغربية يجب أن يبقى بيننا نحن المغاربة. النقد ليس مجرد وسيلة للهدم أو التشهير، بل هو أداة لتصحيح الأخطاء وتحقيق التقدم. لذلك، نرى أن مناقشة قضايانا وانتقاداتنا يجب أن تتم داخل إطارنا المحلي، حيث يمكننا فهم تعقيدات مشاكلنا بشكل أفضل وإيجاد حلول تناسب واقعنا وتحدياتنا. نحن الأقدر على تقدير خصوصيات مجتمعنا، ولذلك فإن إبقاء النقاشات والانتقادات داخل الوطن يعد الخطوة الأمثل لتحقيق نتائج إيجابية تسهم في تطوير مجتمعنا..

الحفاظ على الخصوصية المغربية

إن قناعتنا الراسخة في “دابا ماروك” تقوم على ضرورة عدم نشر قضايا المغرب الداخلية في الصحف والمواقع الخارجية، حيث نرى أن مشاكلنا وهمومنا يجب أن تُناقش وتُحل بيننا، دون أن نعرض غسيلنا للآخرين. ليس الهدف هنا التقليل من شأن المؤسسات الإعلامية الخارجية، ولكننا نرى أن هناك بعض الأمور التي يجب أن تبقى ضمن الإطار الوطني، حفاظاً على خصوصيتنا وثقافتنا وهويتنا.

بناء مجتمع إعلامي مغربي قوي

الاختيار الذي قمنا به ليس سهلاً، ولكنه الخيار الذي نعتقد أنه الأفضل للمساهمة في بناء مجتمع إعلامي مغربي قوي ومستقل. مجتمع يُعنى بقضايا الوطن، ويُساهم في تسليط الضوء على القضايا الحقيقية التي تهم المواطن المغربي. نحن ندرك تماماً أن المسار الذي اخترناه قد يكون صعباً ومليئاً بالتحديات، لكنه المسار الذي يسمح لنا بالحفاظ على مصداقيتنا وإيماننا برسالتنا.

دعوة إلى القراء والمواطنين المغاربة

ندعو كل قرائنا ومتابعينا إلى دعم هذا التوجه، والمشاركة في نقاشاتنا، والتفاعل مع محتوياتنا، لأن الإعلام الحقيقي هو الذي ينبع من القاعدة، من الشعب نفسه، وليس من قوى خارجية تفرض أجنداتها علينا. نحن في “دابا ماروك” نعدكم بمواصلة العمل من أجل تقديم محتوى هادف وبناء، محتوى يخدم مصلحة الوطن ويعزز من وعي المواطن المغربي بقضاياه.

في الختام، نؤكد مرة أخرى أن قرارنا كان مدروساً ومبنياً على قناعة راسخة بأن المغرب والمغاربة يستحقون إعلاماً مستقلاً وقوياً. إعلاماً ينتقد بهدف الإصلاح، ويبني بهدف التقدم، ويظل دوماً وفياً لهويته الوطنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى