مجتمع

ديور سي عباس بأسفي تكتشف أن الانتظار أطول من الانتعاش: كيف تحوّلنا إلى خبراء في صبّ العطش!

دابا ماروك

خرجت حشود كبيرة من ساكنة ديور سي عباس، الواقعة في جنوب آسفي، في تظاهرة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، حيث رفعوا شعارات قوية تدين “الاحتقار الممنهج” الذي تعرضوا له من طرف المجلس البلدي لآسفي. القصة تبدأ عندما اكتشف هؤلاء الساكنة أنهم ليسوا فقط بلا ماء، ولكنهم أيضًا بلا جواب شافٍ من الجهات المسؤولة، وهو ما يشير إلى أن غياب الماء أصبح “اتجاهًا عصريًا” بين سكان المنطقة.

وبينما كانت وسائل الإعلام المحلية تتحدث عن أزمة المياه، كان سكان ديور سي عباس يتحدثون عن أزمة التواصل التي تفوق في شدتها أزمة المياه نفسها. لا يزال المجلس البلدي لآسفي يعتصم بالصمت كما لو كانوا يعيشون في كوكب آخر، حيث لا يبدو أن هناك أي إشارة إلى أنهم يدركون أن المياه جزء من احتياجات الحياة الأساسية، وليس مجرد ترف يمكن الاستغناء عنه.

في تطور درامي لم يكن في الحسبان، استمرت الوعود التي أطلقها المسؤولون بشأن مشاريع تحسين إمدادات المياه في ديور سي عباس في التراخي والتلاشي، تماماً كالماء الذي يطمح السكان للحصول عليه. وكأنهم يعيشون في حلقة مفرغة من الأمل والانتظار، دون أن يقدم لهم أحد “كوباً” من الحقائق أو “رشفة” من التفاصيل حول مآل تلك الوعود.

وقد يكون من المفيد أن نلاحظ أن المجلس البلدي يبدو أنه اكتشف مؤخراً أن “الماء” هو شيء ضروري. لكن بدلاً من التعامل مع هذا الاكتشاف بجدية، قرروا أن يتابعوا النمط المفضل لديهم في إداراتهم: تأجيل، تملص، وتجاهل.

وفي حين أن سكان ديور سي عباس يحاولون التكيّف مع ظروفهم الجافة، يبدو أن المجلس البلدي قد قرر أن كل ما يمكن تقديمه للسكان هو جفاف الوعود والتسويف. يبدو أن هناك دورة مستمرة في عالم الإدارة المحلية، حيث ينضب الماء وتزدهر الوعود الفارغة، مما يجعل سكان ديور سي عباس أبطالاً غير متوقعين في ملحمة الانتظار الطويلة.

وفي النهاية، يبدو أن قضية الماء في ديور سي عباس ليست مجرد مشكلة بلدية، بل هي درس في كيفية تحويل الأزمات إلى فصول درامية ملحمية. والدرس الأهم هنا هو أن الوعود يمكن أن تكون غنية بالماء، لكنها غالباً ما تجف عندما يتعلق الأمر بالواقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى